أُصيب 22 جنديًا إسرائيليًا بينهم 16 في الضفة الغربية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفق معطيات جيش الاحتلال.
وبحسب البيانات التي نشرها الجيش على موقعه الإلكتروني، فإن عدد الجنود الجرحى منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قد وصل إلى 3944، ارتفاعًا من 3922 يوم أمس. وبذلك يكون عدد الجنود الجرحى خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية قد بلغ 22 جنديًا.
وفي وقت سابق الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 16 جنديًا في جنين بشمالي الضفة الغربية مساء أمس الأربعاء، فيما لم يحدد مواقع إصابة باقي الجنود.
عملية جنين
ونفّذت المقاومة الفلسطينية عملية جديدة خلال اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين شمالي الضفة الغربية، تمثلت بتفجير عبوَّتين، ما أسفر عن مقتل قائد فرقة قناصة بقوات الاحتلال وإصابة آخرين.
وأكّدت العملية أن جنين تشكل معضلة أمنيّة بالمنظور العسكري الإسرائيلي، لا سيما وأنها جاءت رغم الاقتحامات المكثفة للمدينة ومخيمها، وما تخللها من اغتيالات واعتقالات واستهداف لما يسميه الاحتلال بنى تحتية لكتيبة جنين.
حرب عقول
وبحسب تحليلات الجيش الإسرائيلي، فإن العبوّة المستخدمة في عملية التفجير وضعت في عمق متر ونصف، وهو ما دفع خبراء إلى الاستنتاج بأن حرب عقول تجري بقوة بين المقاومة والاحتلال في المدينة.
ووفق المعطيات، أخذ المقاومون العبرة من الاقتحامات السابقة التي حاول الاحتلال فيها أن يواجه معضلة العبوّات الناسفة عبر تجريف الشوارع والأزقة قبل مرور آلياته المقتحمة.
وفي سبيل التمويه، زرع المقاومون عبوّات كبيرة بعمق أكبر مما هو معتاد، وبشكل لم تتعامل معه جرافات الاحتلال، فنتج عنها انفجار ضخم أسفر عن مقتل الضابط وإصابة آخرين.
الاحتلال يحقق بآلية عمل العبوات الناسفة
لكن اللافت أن جيش الاحتلال لم يحسم حتّى الآن كيفية عمل العبوّات الناسفة، إذ قالت هيئة البث الإسرائيلية إنّه لا يوجد حتى الآن استنتاج يحدد نهائيًّا آلية تفعيل العبوّات الناسفة، ما يعدّ مؤشرًا على أن المقاومة في جنين تطوّر أدوات المواجهة بشكل طردي مع تصعيد الاحتلال عملياته في المدينة ومخيمها.
ويشير مراسل "التلفزيون العربي" في القدس المحتلة أحمد دراوشة، إلى أن جيش الاحتلال أعلن عن تحقيقات يجريها لمعرفة سبب عدم كشف قواته للقنبلتين اللتين وضعتا تحت طريق رئيسي يؤدي إلى مدينة جنين.
ويلفت إلى أن الاحتلال سيحاول البحث عن آليات جديدة للحيلولة دون تكرار هذا الحادث، لأن وجود قنابل لا يستطيع رصدها يعني أن اقتحامات الضفة الغربية ستكون مكلفة.
ولا يعد حضور جنين في مواجهة الاحتلال جديدًا، فقد سبق أن شكلت معادلة عسكرية لافتة في المواجهة معه، لا سيما خلال الانتفاضة الثانية واجتياحها قبل 22 عامًا.
وفي السنوات الأخيرة، خرج جيل مقاوم جديد، ليشكل تحديًا كبيرًا أمام الاحتلال.