جولة ثانية من المحادثات تنطلق.. أوكرانيا تتخوف من "عملية خداع"
أعلنت الرئاسة الأوكرانية، اليوم الخميس، أن المحادثات بين أوكرانيا وروسيا بدأت وسط ترقب عالمي للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية للمدنيين ووصول المساعدات.
تزامنًا، أعربت أوكرانيا عن خشيتها من أن تكون روسيا تجهز لشن هجوم قرب الحدود بين البلدين لتوحي بأن كييف هاجمت قرية روسية، داعيةً المجتمع الدولي إلى محاسبة موسكو على "جرائم الحرب".
المحادثات مع روسيا بدأت
وفي التفاصيل، قال مستشار للرئاسة الأوكرانية، اليوم الخميس، إن المحادثات بين أوكرانيا وروسيا بدأت وإن جدول أعمال الوفد الأوكراني هو الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية للسماح للمدنيين بمغادرة المناطق الواقعة على جبهات القتال.
وأضاف المستشار ميخائيلو بودولياك بتغريدة له على تويتر: "بدأنا نتحدث لمندوبي روسيا".
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فكان قد اعتبر أنّ ما وصفها بـ"مماطلة أوكرانيا" في المفاوضات ستؤدي لزيادة مطالبه من كييف.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي عقده مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحسب بيان صادر عن الرئاسة الروسية "الكرملين"، أوضح فيه أن الجيش الروسي سيواصل العملية "مهما كلف الثمن".
لكنّ الرئيس الفرنسي في المقابل قال لنظيره الروسي خلال الاتصال إنّه ارتكب "خطأ فادحًا" بحق أوكرانيا، معربًا عن اعتقاده بأنّ "الأسوأ لم يأتِ بعد" بحسب بيان للإليزيه.
مناشدة أممية لحماية المدنيين
في غضون ذلك، ناشد منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث المتحاربين على أراضي أوكرانيا، الأوكرانيين وخصوصًا الروس، "حماية المدنيين" وإتاحة المجال للمنظمة الدولية "للقيام بعملها" وتسهيل العمل الإنساني.
وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، أعرب غريفيث عن "قلقه" فيما العنف "يزداد حدّة" والمعارك تتركّز في المناطق الحضرية.
فعلى الرغم من أن كلا من أوكرانيا وروسيا قدّما ضمانات للأمم المتحدة، إلا أنه وفق غريفيث "الضمانات وحدها لا تكفي.. ما نحتاج إليه هو مسار.. يجب أن نكون قادرين على إبلاغ كل من الجانبين بوجهة أي قافلة، وبالطريق التي ستسلكها وبالتوقيت وبماهية المساعدات التي تتضمنها وبعدد أفرادها".
وتهدف المنظمة إلى إقامة مراكز لتوفير الطعام، على أن تتولى منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" توفير احتياجات الأطفال والأغذية ومياه الشرب، فيما تولى برنامج الأغذية العالمي نقل حصص غذائية من دبي إلى بولندا تمهيدًا لإدخالها إلى مناطق النزاع.
دعوة لمحاسبة روسيا على "جرائم الحرب"
وخلال اللقاء قال غريفيث إن "هناك انتهاكات محتملة للقانون الإنساني الدولي لأن هناك هجمات على البنى التحتية المدنية، وهو أمر يحظره القانون، كما أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون مشكلات في تحرّكاتهم تحول دون تقديمهم المساعدة، وهذا الأمر أيضًا يحظره القانون".
وكرّر الدعوة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة من أجل وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن طواقم الأمم المتحدة للمساعدات بقيت في أوكرانيا إنما انتقلت إلى "مناطق أكثر أمانًا".
وكانت أمينة جباروف النائبة الأولى لوزير الخارجية الأوكراني قد أعلنت اليوم الخميس إن القوات الروسية ترتكب أفعالًا ترقى إلى "جرائم حرب في بلادها" ودعت إلى محاسبة المسؤولين عنها.
وذكرت جباروف في نقاش طارئ لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة: "تشير الأحداث في الآونة الأخيرة بوضوح إلى حقيقة أن القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا ترتكب أبشع الانتهاكات لحقوق الإنسان وتنخرط على نحو ممنهج فيما يرقى بوضوح إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وأضافت: "يتعين علينا أن نقف معًا لضمان محاسبة مجرمي الحرب الذين يريقون دماء أطفال أوكرانيا".
تخوّف أوكراني من "خداع" روسي
من جهة ثانية، كشف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر اليوم الخميس، إن بلاده تخشى من أن تكون روسيا تجهز لشنّ هجوم قرب الحدود بين البلدين لتوحي بأن كييف هاجمت قرية روسية.
وأضاف: "أنباء مزعجة: الروس ربما يوجهون منظومات إطلاق صواريخ متعددة في قرية بوبوفكا الحدودية الروسية إلى داخل أراضيهم. نظرًا لمعرفتنا بالطبيعة الهمجية للتحركات الروسية فإننا نخشى من عملية خداع".
وكان جينادي جاتيلوف سفير روسيا لدى الأمم المتحدة قد ندّد في النقاش الطارئ لمجلس حقوق الإنسان في جنيف "بالنظام المجرم" في كييف، واتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بمده بأسلحة قاتلة، مضيفًا "لا نرى أي قيمة مضافة في نقاش اليوم".
وأطلقت روسيا، فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.