السبت 16 نوفمبر / November 2024

"جيمس ويب" يوضح لغز سديم يحيط بنجم آيل إلى الأفول

"جيمس ويب" يوضح لغز سديم يحيط بنجم آيل إلى الأفول

شارك القصة

يقع السديم في مجرة درب التبانة على بعد حوالي ألفي سنة ضوئية من النظام الشمسي
يقع السديم في مجرة درب التبانة على بعد حوالي ألفي سنة ضوئية من النظام الشمسي- تويتر
وفّرت أدوات التلسكوب التي تتمتع برؤية على مستوى الأشعة دون الحمراء دليلًا على وجود نجمين آخرين على الأقل داخل سديم الحلقة الجنوبي الذي يحيط بنجم آيل إلى الأفول.

في أحد اكتشافاته الأولى التي أتاحتها قدرات المراقبة البالغة الدقة التي يتمتع بها، تمكّن التلسكوب الفضائي "جيمس ويب" من رصد نجمين لم يكونا ظاهرين سابقًا في سديم الحلقة الجنوبي الذي يحيط بنجم آيل إلى الأفول.

ويقع هذا السديم الغريب في مجرة درب التبانة على بعد حوالي ألفي سنة ضوئية من النظام الشمسي، وهو عبارة عن سحابة عملاقة من الغاز والغبار يُنتجها نجم، إذ يلفظ بعض مادته عندما يأفل، وهي تحوي الكثير من الغاز والقليل من الغبار.

ويبقى في وسط السديم قلب هذا النجم الذي تُطلق عليه تسمية القزم الأبيض، وهو عبارة عن نجم شديد الحرارة وبالغ الصغر، تصعب رؤيته مباشرة، ولكن يمكن تخمين وجوده بفضل الحلقات البرتقالية التي تحوطه، وهي آثار المادة التي لفظها.

ويُفترض أن يكون مصير شمسنا مشابهًا في غضون بضعة مليارات من السنين، كما يحصل للغالبية العظمى من النجوم.

لكن خلافًا للشمس التي ستأفل وحيدة، ليس القزم الأبيض الموجود في قلب سديم الحلقة الجنوبي وحيدًا. فقد كان معروفًا حتى الآن أن له نجمًا "رفيقًا"، يسهل رصده أكثر من القزم الأبيض لأنه لا يزال في مقتبل العمر.

وهذا النجم المصاحب هو الذي يبدو الأكثر توهجًا في وسط قرص الغبار في الصور التي التقطها التلسكوب "جيمس ويب"، المتموضع منذ الصيف الفائت على بعد 1.5 مليون كيلومتر من كوكب الأرض.

لكن فيليب أمرام، من مختبر مرسيليا للفيزياء الفلكية، وهو أحد معدّي الدراسة التي نشرت الخميس في مجلة "نيتشر أسترونومي" وتتضمن شرحًا مفصلًا لأحدث ما رصده التلسكوب، أوضح أن هذه الثنائية النجمية المألوفة في مجرة درب التبانة، لم تكن توفّر مبررًا للبنية "غير النمطية" للسديم.

وأضاف الباحث التابع للمركز الوطني للبحوث العلمية أن العلماء يسعون منذ اكتشاف عالم الفلك جون هيرشل سديم الحلقة الجنوبي عام 1835 إلى معرفة سبب "شكله الغريب غير الكروي".

وتساهم ملاحظات "جيمس ويب" في توضيح هذا اللغز، إذ أن أدوات التلسكوب التي تتمتع برؤية على مستوى الأشعة دون الحمراء، وهي طول موجي غير مرئي للعين البشرية، وفّرت دليلًا على وجود نجمين آخرين على الأقل داخل السديم.

ويقع هذان النجمان المكتشفان في وسط السديم الذي يمتد على قطر يُعادل 1500 مرة المسافة من الشمس إلى بلوتو. وهما أبعد من القزم الأبيض مما هو النجم المرافق، لكن النجوم الأربعة قريبة عمومًا بعضها من بعض بما يكفي لتتفاعل.

وبالتالي، يحصل "تبادل للطاقة" بين هذه النجوم ما يؤثّر على بنية السديم، ويفسّر مظهره المميز، وفقًا لعالِم الفيزياء الفلكية.

ومنذ إطلاقه إلى الفضاء، صباح 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، التقط "جيمس ويب" صورًا أظهرت أسرارًا تكشف للمرة الأولى حول خبايا الفضاء. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
Close