السبت 16 نوفمبر / November 2024

"مقذوفات نجوم بطور التكوّن".. جيمس ويب يلتقط صورة لـ"أعمدة الخلق"

"مقذوفات نجوم بطور التكوّن".. جيمس ويب يلتقط صورة لـ"أعمدة الخلق"

شارك القصة

نافذة سابقة ضمن برنامج "شبابيك" تستعرض مهام وتقنيات تلسكوب "جيمس ويب" (الصورة: ناسا)
تطلق النجوم بشكل دوري مقذوفات تفوق سرعة الصوت وتصطدم بسحب من المواد كهذه الأعمدة الكثيفة، وهي باتت معروفة بفضل تلسكوب هابل.

التقط التلسكوب الفضائي "جيمس ويب" التابع لوكالة "ناسا" الأميركية، صورة تحبس الأنفاس لـ"أعمدة الخلق" التي تقع في مجرة درب التبانة على مسافة 6500 سنة ضوئية من الأرض، وتحديدًا في سديم النسر.

وتعد هذه اللقطة التي تم الكشف عنها أمس الأربعاء أول صورة مفصلة للغاية يلتقطها "جيمس ويب" لهذه الظاهرة الفضائية، التي تشكلت من آلاف النجوم المتلألئة تحيط بأعمدة عملاقة من الغاز والغبار باللونين البني والبرتقالي في الكون الشاسع. 

كما ترصد الصورة أجزاء شديدة الاحمرار في نهاية أعمدة عدة وتبدو كالحمم البركانية، فيما أوضحت وكالة "ناسا" في بيان أنّ هذا المشهد يمثل "مقذوفات نجوم في طور التكوّن"، تعود إلى بضع مئات من آلاف السنين فقط.

وأضافت أنّ هذه "النجوم تطلق بشكل دوري مقذوفات تفوق سرعة الصوت وتصطدم بسحب من المواد كهذه الأعمدة الكثيفة"، وأصبحت معروفة بفضل تلسكوب هابل الفضائي الذي التقط أول صورة لها عام 1995 ثم سنة 2014.

"الكون مذهل"

أما من الناحية العلمية، فأشارت "ناسا" إلى أنّ الصورة الجديدة "ستساعد الباحثين في مراجعة نماذجهم الخاصة بتكوين النجوم، من خلال تحديدهم عددًا أدق للنجوم المتكونة حديثًا بالإضافة إلى كمية الغاز والغبار في هذه المنطقة".

فبفضل أدواته التي تلتقط ضوء الأشعة تحت الحمراء، يمكن لـ"جيمس ويب" الذي أُطلق في الفضاء قبل أقل من عام أن يخترق ضبابية الأعمدة، ليكشف عن عدد كبير من النجوم الجديدة التي تتكوّن وتبدو ككرات حمراء لامعة.

وتولّت أداة "نير كام" التي تستطيع التقاط الأشعة تحت الحمراء القريبة غير المرئية للعين المجرّدة، التقاط هذه الصورة التي تغطي مساحة تبعد نحو ثماني سنوات ضوئية. وبهذه الطريقة "تُرجمت" ألوان الصورة إلى ضوء مرئي.

وغرّد كلاوس بونتوبيدان، مدير برنامج العلوم لدى معهد "سبايس تيليسكوب ساينس" الذي يتولى الإشراف على جيمس ويب الأربعاء قائلًا: "كان علينا، نزولاً عند طلب جماعي، أن نجعل جيمس ويب يلتقط صورًا لأعمدة الخلق، مضيفًا أنّ الصورة تظهر "عددًا كبيرًا من النجوم".

بدورها علقت عالمة الفيزياء الفلكية في "ناسا" أمبر سترون مشيرة إلى أن "الكون مذهل".

المرصد الأول لعلوم الفضاء

وبحسب الوكالة الأميركية للفضاء، يعد "جيمس ويب" المرصد الأول لعلوم الفضاء في العالم، كما أن التلسكوب الذي يبلغ وزنه ستة أطنان هو خليفة تلسكوب "هابل" الفضائي.

ومن بين أهداف التلسكوب الحديث الذي بلغت كلفته 10 مليارات دولار، دراسة دورة حياة النجوم، بالإضافة إلى دراسة الكواكب الخارجية أي الموجودة خارج المجموعة الشمسية.

ويتمركز "جيمس ويب" الذي تم إطلاقه في المدار في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي وكشف عن صوره الملونة الأولى في يوليو/ تموز الفائت، على مسافة نحو 1,5 مليون كيلومتر عن كوكب الأرض.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close