ما تزال حرائق كندا تلقي بظلالها على شمال شرق الولايات المتحدة، حيث انتشر اليوم الخميس هواءٌ ملوّث بدخان الحرائق المندلعة، الأمر الذي يُثير مخاوف على صحة عشرات الملايين من الأميركيين المعنيين.
وتمتدّ هذه الحلقة النادرة من تلوّث الهواء من إلينوي في الشمال إلى كارولاينا الجنوبية.
قلق على صحّة الضعفاء في الولايات المتحدة
كما يتسبب بقلق خاصةً على صحّة الضعفاء، مثل الأطفال وكبار السن ومن يعانون من مشاكل في القلب أو الجهاز التنفسي.
ولليوم الثاني على التوالي، لن يتمكّن الأطفال في المدارس العامّة في واشنطن من قضاء فترات الاستراحة في الخارج، بينما جرى إلغاء دروس الرياضة في الهواء الطلق.
وخيّمت على نيويورك سحابة ضباب دخاني يميل لونها إلى البرتقالي حجبت ناطحات السحاب وأجبرت السكان على وضع الكمامات، نتيجة الدخان.
وتشهد كيبيك موسمًا تاريخيًا، في ظلّ تضرّر حوالي 800 ألف هكتار من الأراضي بسبب الحرائق، وفقًا للسلطات.
وجرى تسجيل ضعف عدد حالات اندلاع الحرائق منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، مقارنة بمتوسّط الحرائق الذي شهدته مثل هذه الفترة، على مدى السنوات العشر الماضية.
#حرائق_كندا.. الدخان الضبابي والرائحة الكريهة يخنقان سكان #نيويورك#تواصل pic.twitter.com/asKftCONX8
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 8, 2023
والخميس، لا تزال المقاطعة الناطقة بالفرنسية تشهد أكثر من 150 حريقًا نشِطًا، بينها نحو 90 حريقًا خارج نطاق السيطرة.
ومن المتوقّع وصول تعزيزات جديدة - أميركية، فرنسية، برتغالية، في الساعات والأيام المقبلة، في وقت جرى إجلاء أكثر من 12 ألف شخص في أيام قليلة.
نيويورك يغمرها ضوء برتقالي
وتصدّرت الصور المؤثرة لنيويورك التي يغمرها ضوء برتقالي الصفحات الأولى من الصحف، على الرغم من أنّ السماء كانت أكثر وضوحًا هناك صباح الخميس.
وجرى إغلاق حدائق الحيوانات في برونكس وسنترال بارك، كما هي الحال في واشنطن حيث جرى أيضًا إلغاء مباراة بايسبول للمحترفين الخميس، غداة اتخاذ خطوة مشابهة في نيويورك.
وبات الوضع أسوأ في العاصمة من اليوم السابق، بحيث رفعت حالة التأهّب بشأن جودة الهواء من "الأحمر" إلى "الأرجواني".
ويوصف هذا المستوى من التلوث بأنّه "ضار جدًا بالصحة"، وفقًا للمقياس المستخدم من قبل وكالة حماية البيئة الأميركية.
من جهتها، أعلنت وكالة الطيران المدني الأميركية أنّه جرى موقتًا في الصباح، تعليق جميع الرحلات الجوية التي كان من المقرّر أن تهبط في فيلادلفيا، قبل استئنافها، كما تأثّر مطارا نيويورك (لاغورديا ونيوارك) أيضًا بالتأخير المتعلّق بضعف الرؤية.
دخان سام يغطي جسر جورج واشنطن الرابط بين ولايتي نيوجرسي ونيويورك ناجم عن حرائق الغابات الواسعة في كندا pic.twitter.com/Dlh2m8rltD
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) June 8, 2023
ويؤدّي الاحتباس الحراري إلى تفاقم مخاطر اندلاع الحرائق وحدّتها.
وتمثّل الزيادة في درجة الحرارة وتضاعف موجات الحر وانخفاض هطول الأمطار في بعض الأماكن، مزيجًا مثاليًا لاندلع الحرائق وتكاثرها.
تلوّث خطير في الهواء
وفي السياق، أوضحت ماي بويف من منظمة "350.org" أنّ "الأزمة المناخية هي هنا والآن، وقد تسبّبت في تلوّث خطير في الهواء يهدّد صحّة ملايين الأميركيين".
وبعد ظهر الثلاثاء الماضي، نشر الأمين العام للأمم المتحدة صورة عبر "تويتر" للمشهد الملبد من مقرّ المنظمة في نيويورك.
وقال: "نحن بحاجة إلى تحقيق السلام مع الطبيعة"، مشدّدًا على "الحاجة إلى الحدّ بشكل عاجل من مخاطر اندلاع الحرائق".
في غضون ذلك، لا يزال الوضع مقلقًا في عدد من المناطق، وفقًا لستيفان كارون من جمعية حماية الغابات من الحرائق. وقال: "نحن في بداية موسم الحرائق فقط. نحن ندخل حاليًا الفترة التي عادة ما يبدأ فيها اندلاع حرائق أكبر في كيبيك".
وتعتبر سلطات كيبيك أنّ الحرائق في الجزء الغربي من المقاطعة "متطرفة"، إذ تقول إنّ هذه الحرائق عالية الكثافة وسريعة الانتشار، وبالتالي معقّدة للغاية بالنسبة إلى عناصر الإطفاء.
واعتبرت جودة الهواء رديئة للغاية في تورنتو الخميس، حيث توقّعت وزارة البيئة الكندية أن تتسبب بمستوى عالٍ من المخاطر على السكان.
وتشهد كندا واحدًا من أسوأ فصول الربيع على جبهة الحرائق، أجبرت عشرات الآلاف من الأشخاص على النزوح في الأسابيع الأخيرة بينما دمرت أكثر من 2.7 مليون هكتار حتى الآن، أي 8 أضعاف متوسط السنوات الثلاثين الماضية، بحسب السلطات الكندية.