توقفت الصحافة العالمية اليوم الأحد، عند الردّ الإيراني على القصف الإسرائيلي الذي استهدف قنصلية طهران منذ نحو أسبوعين.
فقد شهد العالم أمس السبت، عملية جوية غير مسبوقة نفّذها الحرس الثوري ضد أهداف في إسرائيل، عبر صواريخ وطائرات مسيّرة.
"الفايننشال تايمز": هجوم غير مسبوق
تطرق جايمس شوتر وآخرون في صحيفة "الفايننشال تايمز" للرد الإيراني على إسرائيل، فكتبوا أن الصواريخ والطائرات المسيّرة التي أطلقتها إيران على إسرائيل ردًا على ضربة دمشق، "قد تدفع الشرق الأوسط نحو حرب إقليمية شاملة".
وأضافوا أن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية في دمشق، يمثل "تصعيدًا كبيرًا للتوترات التي اجتاحت الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب على غزة".
كما أشار تقرير الصحيفة إلى أنه قبل هذه الضربة، "لطالما تجنبت إيران وإسرائيل المواجهة المباشرة. حيث لم يتبادلا مطلقًا ضربات" مباشرة.
وختم الكتّاب بأنه أول هجوم مباشر من إيران يغير الطبيعة السابقة للصراع، وأن ما حدث يمثل بداية جديدة، "تكون فيها إيران مستعدة للرد بشكل مباشر على الهجمات الإسرائيلية".
"الإيكونوميست": رد يخاطر بحرب إقليمية
كذلك، تحدثت صحيفة "الإيكونوميست" في مقالها عن تبعات الضربات الإيرانية، وقالت إن "التكهنات عن تصاعد الحرب على غزة، وتحولها إلى حريق إقليمي كانت حاضرة في الفترة الأخيرة، ويبدو أنها تحدث الآن بالفعل، تزامنًا مع إطلاق الصواريخ الإيرانية".
وأضاف المقال أنه بعد عقود من العداء والحديث عن الحرب، "هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل مباشرة من أراضيها".
كذلك، أشار المقال إلى أنه حتى لو لم يتسبب الهجوم في وقوع إصابات أو أضرار مادية كبيرة، فإن "التداعيات كبيرة، والإسرائيليون كانوا يستبعدون ردًا مباشرًا من طهران".
وختمت "الإيكونوميست" أنه رغم ذلك، فإن الرد الإسرائيلي يبدو متوقعًا للغاية، إذ "لا يمكن للإسرائيليين أن يقبلوا عدم رد نتنياهو والجيش الإسرائيلي على هذا الاستهداف"، على حدّ قولها.
"بوليتيكو": تصعيد كبير في المنطقة
أما موقع "بوليتيكو" فقد نشر تقريرًا مفصلًا عن الهجوم الإيراني، وذكر فيه أن الرد بالمسيّرات والصواريخ البالستية يمكن أن يقود إلى تصعيد كبير في المنطقة.
وتابع التقرير أن الجديد في الأمر، أن هذه الهجمات "أخرجت المواجهات بين إيران وإسرائيل من الظل ومن خلال الوكلاء إلى العلن بشكل صريح ومباشر".
هذا وعددت "بوليتيكو" امتلاك طهران لمجموعة واسعة من الأسلحة "تشمل صواريخ بالستية قصيرة ومتوسطة المدى، وأخرى تعمل بالوقود السائل أنتجتها بالتعاون مع كوريا الشمالية وحلفائها الآخرين، فضلًا عن امتلاكها مخزونًا كبيرًا من المسيرات".
وختم التقرير بالقول إن "المسؤولين الأميركيين على قناعة تامة، بأن إيران لن تستهدف القوات الأميركية في العراق وسوريا كما جرت العادة".
"ذا هيل": ضربة متوقعة
أخيرًا يقول براد دريس في موقع "ذا هيل" أن الهجوم الإيراني كان متوقعًا، ومع ذلك فإنه "يرفع المخاوف من نشوب حرب إقليمية في الشرق الأوسط".
وأضاف دريس أن الغارة على القنصلية الإيرانية في دمشق قبل أسبوعين، "كانت أكبر ضربة لطهران منذ مقتل قاسم سليماني وأثارت غضبًا شعبيًا في البلاد".
من جهة ثانية، لفت التقرير إلى أن واشنطن "تعهدت مرارًا وتكرارًا بالوقوف إلى جانب تل أبيب، وفي المقابل هددت طهران أي دولة تفتح مجالها الجوي أو أراضيها أمام إسرائيل لمهاجمتها".
كما رجّح الكاتب أن يؤدي الهجوم إلى تأجيج التوترات القائمة بين إيران والولايات المتحدة، حتى مع توقف الفصائل الموالية لطهران عن استهداف قواعد واشنطن في المنطقة.