ازداد حجم التوتر في منطقة الشرق الأوسط بعد المجزرة الإسرائيلية الجديدة بحق مستشفى المعمداني في قطاع غزة والتي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد فلسطيني.
ورفعت وزارة الخارجية الأميركية مستوى تحذيرها من السفر إلى لبنان إلى "عدم السفر"، مشيرة إلى الوضع المتعلق بتبادل الصواريخ والقذائف والمدفعية بين حزب الله والقوات الإسرائيلية.
وأصدرت السفارة الأميركية في بيروت تحذيرًا جديدًا بضرورة "عدم السفر" بعد رفع مستوى التحذير إلى الرابع، وأوصت بضرورة "اتخاذ الإجراءات المناسبة لمغادرة البلاد".
وسمحت وزارة الخارجية بالمغادرة الطوعية، والمؤقتة لأفراد عائلات موظفي الحكومة الأميركية، وبعض الموظفين غير العاملين في حالات الطوارئ من السفارة الأميركية في بيروت بسبب الوضع الأمني الذي لا يمكن التنبؤ به في لبنان.
ويأتي التحذير مع استمرار الوضع المتدهور جنوب لبنان، وتزامنًا مع دعوة حزب الله اللبناني إلى "يوم غضب لا سابق له" اليوم الأربعاء، مطالبًا الشعوب العربية بالتحرك الفوري إلى الساحات، للتنديد بقصف مستشفى المعمداني في غزة، في وقت تجمّع فيه المئات من المتظاهرين في محيط السفارتين الأميركية والفرنسية احتجاجًا على مواقف بلديهما الداعمة لإسرائيل.
عملية جديدة لحزب الله
وأصدر حزب الله بيانًا في وقت مبكر من فجر اليوم، قال فيه إنه "عند الساعة الثالثة والربع من فجر يوم الأربعاء، قامت مجموعة الشهيدين حسين هاني الطويل ومهدي محمد عطوي باستهداف دبابة ميركافا لجيش الاحتلال في موقع الراهب، وتم إصابتها إصابة مباشرة مما أدى إلى قتل وجرح طاقمها".
وكان مراسل "العربي" في جنوب لبنان، محمد الحجي، قد أفاد بتعرض بلدات حدودية، مساء أمس الثلاثاء، إلى قصف مدفعي إسرائيلي كثيف، تخلله تحليق مستمر لطائرات التجسس المسيرة.
كذلك، شهد لبنان غضبًا شعبيًا واسعًا بعد المجزرة التي ارتكبتها الجيش الإسرائيلي في غزة، فخرجت التظاهرات المنددة باتجاه السفارتين الأميركية والفرنسية، حيث شبّت النيران في مبنى سكنيّ إلى جوار السفارة الأميركية، بعد استعمال القنابل الدخانية من قبل قوى الأمن مع المتظاهرين، بحسب صحيفة "النهار" المحلية.
وفي بيروت، ألقى المتظاهرون الحجارة والزجاجات الحارقة على مبنى السفارة الفرنسية، ونددوا بموقف باريس من العدوان الإسرائيلي، والداعم لإسرائيل.
يوم من التصعيد
ونعى حزب الله خمسة من عناصره سقطوا في جنوب لبنان، يوم أمس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، ما يرفع عدد عناصره الذين قضوا في هذا التصعيد المستمر، إلى عشرة، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتشهد الحدود اللبنانية الجنوبية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، توترًا شديدًا وتبادلًَا متقطعًا للنيران بين حزب الله وفصائل فلسطينية من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وصباح الثلاثاء، قصف الجيش الإسرائيلي مناطق حدودية جنوب لبنان، كما ألقى قنابل فوسفورية على سهل مرجعيون-الخيام.
كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام باستهداف الجيش الإسرائيلي لمنزل داخل بلدة بليدا (جنوب) بقذيفة مدفعية، دون ذكر وقوع إصابات.
