حصار شمال غزة.. 100 ألف يواجهون الموت وطبيب واحد في مستشفى كمال عدوان
أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، أن مستشفى كمال عدوان شمال القطاع بات يعمل بطبيب واحد فقط تخصص أطفال، بعد اعتقال الجيش الإسرائيلي وترحيله كل الكادر الطبي.
وقالت الوزارة في بيان: "بعدما قام الاحتلال باعتقال وترحيل كل الكادر الطبي في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، لم يتبقى في المستشفى إلا طبيب واحد تخصص أطفال من بين كل التخصصات".
وناشدت الوزارة المؤسسات الدولية بسرعة إيفاد فرق طبية جراحية للمستشفى لإسعاف العدد الكبير من الجرحى والمرضى.
كما طالبت كل من يملك مهارات جراحية بالالتحاق بالمستشفى "لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجرحى والمرضى".
100 ألف يواجهون الإبادة
وتواصل قوات الاحتلال منذ الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، اجتياحها البري وقصفها العنيف لمناطق مختلفة من محافظة شمال غزة بالتزامن مع استمرار مساعيها لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.
من جانبه، أشار الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل في حديث للتلفزيون العربي إلى أن محافظة شمال غزة تتعرض لإبادة جماعية، لافتًا إلى أن نحو 100 ألف مواطن في المحافظة باتوا مهددين بالموت.
وأوضح أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المنازل والمباني المأهولة بالسكان، الذين يحاولون التواصل مع طواقم الدفاع المدني دون جدوى، نظرًا للتهديدات التي تتلاقها الطواقم الطبية والصحية.
وأشار بصل إلى أن كل مواطن فلسطيني في الشمال بات في مواجهة الموت المباشر بغياب أي مقومات للحياة، سواء لناحية المياه أو الغذاء، أو الخدمة الطبية لاسيما بعد خروج المستشفيات عن الخدمة، واعتقال الكوادر الطبية، وسط صعوبة كبيرة لإعادة مستشفى كمال عدوان إلى العمل، دون تدخل منظمة الصحة العالمية.
وكشف أن الدفاع المدني الفلسطيني، تواصل مع منظمة الصليب الأحمر الدولي، مبديًا استعداده العودة إلى الشمال مع تعهد إسرائيلي لعدم التعرض للكوادر الطبية والصحية معه، لكن حتى اللحظة لم يلقَ الجهاز الفلسطيني أي رد من المنظمة الدولية.
مستشفى كمال عدوان
والجمعة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة انقطاع الاتصالات بالطواقم الطبية داخل مستشفى كمال عدوان إثر اقتحام الجيش الإسرائيلي.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها فقدت الاتصال بالمستشفى الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي واعتقل منه مئات المرضى والجرحى والنازحين والطواقم الطبية، وفق وزارة الصحة.
والسبت انسحبت قوات الجيش الإسرائيلي من المستشفى مخلفة قتلى فلسطينيين ودمارًا واسعًا داخله وخارجه.
وقام الجيش الإسرائيلي بتجريف سور المستشفى وأحرق ودمر جميع المركبات التي كانت تتواجد في ساحته والشوارع القريبة منها ومن ضمنها سيارات الإسعاف، كما قام بحرق وتدمير عدد كبير من المنازل المجاورة.
وأطلق بصل النداء الأخير، مطالبًا المنظمات الدولية والإنسانية (أونروا - منظمة الصحة العالمية - الصليب الأحمر الدولي - منظمة العفو الدولية - هيئة الإغاثة الإسلامية - منظمة أوكسفام ومنظمة إنقاذ الطفولة) بضرورة العمل وبشكل فوري وعاجل لإنقاذ المواطنين المتواجدين داخل محافظة الشمال قبل فوات الأوان.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 43 ألف شخص وإصابة 100,833 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.