Skip to main content

مجازر وتدمير القطاع الصحي تحت نظر العالم.. ما هدف إسرائيل في شمال غزة؟

منذ 3 ساعات
يتواصل التوغل والقصف الإسرائيلي لمناطق مختلفة من شمال غزة بالتزامن مع استمرار مساعي الاحتلال الإسرائيلي إفراغ المنطقة من ساكنيها - غيتي

مع تصاعد العدوان لليوم الـ21، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن المنظومة الطبية في الشمال تنهار، بالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية فقدان الاتصال مع طاقم مستشفى كمال عدوان، وسط شح كبير في المعدات الطبية والمساعدات الإنسانية، ما تسبب في استشهاد عدد من الجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال.

ووجهت صحة غزة نداء استغاثة، متسائلة: "كيف يسمح العالم لنفسه بأن يقف متفرجًا على أبشع إبادة جماعية، وأوسع عملية ممنهجة لتدمير النظام الصحي، وقتل واعتقال الجرحى والمرضى والطواقم الطبية من دون أن يحرك ساكنًا مع منع دخول المساعدات الإنسانية إلى الشمال".

وتزداد الأوضاع كارثية في شمال غزة بشكل غير مسبوق مع استمرار الاحتلال في قصف وإحراق وهدم المربعات السكنية فوق ساكنيها، والتوغل في مناطق مختلفة مع استمرار مساعي الجيش الإسرائيلي لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.

وتبقى مراكز الإيواء عرضة للاجتياح وعمليات الاعتقال والتنكيل في وقت لا تعمل فيه أي فرق للطواقم الطبية ولا الدفاع المدني على المساعدة بعد تهديدات الاحتلال باستهدافها.

يتزامن كل ذلك مع حراك أميركي يقوده وزير الخارجية أنتوني بلينكن في الأيام الأخيرة من عمر ولاية الرئيس جو بايدن في مسعى لإحياء المفاوضات المتوقفة بين إسرائيل وحركة حماس عبر الوسيطين القطري والمصري، والتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار.

من جانبها، أعلنت حركة حماس أن وفدًا قياديًا من الحركة التقى وفدًا أمنيًا مصريًا رفيع المستوى، وبحث سبل تذليل العقبات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مع تمسك الحركة بموقفها وشروطها السابقة، بينما قالت تل أبيب إنها سترسل وفدها المفاوض إلى دولة قطر الأحد المقبل، لبحث إمكانية استئناف المفاوضات.

وضع "أشد من كارثي" في شمال غزة

وفي هذا الإطار، وصف مسؤول المستشفيات الميدانية في قطاع غزة مروان الهمص الوضع في شمال غزة بـ"الأشد من كارثي"، حيث "يتعمد الاحتلال تدمير كل المنظومة الصحية، بعدما كان يحاصر ويمنع دخول الوقود والمستلزمات الطبية والإغاثية".

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من مجمع ناصر الطبي الحكومي في خانيونس جنوب القطاع، قال الهمص: إن "الاحتلال دخل مرحلة جديدة تتمثل في التهديد بالقتل، وإخلاء المستشفيات"، مشيرًا إلى أنه لم يتبق في شمال غزة أي مستشفى أو مؤسسة صحية عاملة، حيث خرجت كل المنظومة الصحية عن العمل بخروج آخر مستشفى وهو "كمال عدوان" الذي يحاصره الاحتلال.

وأضاف أن الاحتلال وبعدما هدم أحد أسوار مستشفى كمال عدوان، ينادي الآن بمكبرات الصوت للطواقم الطبية والمرضى والنازحين بالخروج، زاعمًا أن هناك ممرًا آمنًا.

يسعى الاحتلال لإفراغ شمال غزة من ساكنيه عبر الإخلاء والتهجير القسري - الأناضول

وقال الهمص: إن "الاحتلال ينادي بمكبرات الصوت على الطبيب حسام أبو صفية، ويطلب موظفين ومرضى ونازحين بالأسماء"، محذرًا من أن القوات الإسرائيلية تريد التنكيل بالمتبقين داخل المستشفى.

وتابع أن الطواقم الطبية داخل مستشفى كمال عدوان لم يصلها الطعام لليوم السادس على التوالي، لافتًا إلى أن منظمة الصحة العالمية عندما دخلت المستشفى لإخراج بعض المرضى قامت فقط بإدخال كمية من الوقود وبعضًا من وحدات الدم، لكنها لم تدخل أي نوع من المستلزمات الطبية.

ونوه الهمص إلى أنه لا يوجد في المستشفى مواد لتخدير المرضى، من أجل إجراء العمليات الجراحية، بالإضافة إلى النقص الشديد في الطواقم الطبية من الاختصاصيين.

وقال الهمص: إن "كل من يصاب في شمال غزة في عداد الضحايا من الشهداء"، محملًا الاحتلال مسؤولية المجزرة والإبادة التي يرتكبها في شمال غزة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن خطة الجنرالات هي واقع يحصل الآن من خلال محاصرة الفلسطينيين داخل مربعات سكنية ثم قصفها من قبل قوات الاحتلال على رؤوس ساكنيها، حتى أخرج 75% من ساكني شمال قطاع غزة.

ماذا يريد الاحتلال من شمال غزة؟

من جهته، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي جاكي خوري أن هدف تل أبيب من عملياتها في شمال غزة هو الضغط على المستوى السياسي والعسكري على حركة حماس لدفعها إلى الاستسلام، أو تسليم الرهائن مقابل نوع من الهدوء، ووقف جزئي لإطلاق النار.

وفي حديث إلى تلفزيون العربي من الناصرة، أضاف خوري أن هناك ضغوطًا سياسية على بنيامين نتنياهو من قبل ائتلافه الذي يرفض أي محاولة الآن للتوصل إلى صفقة تبادل، فيما هناك ضغط أميركي محدود بفعاليته، بالإضافة إلى ضغط عائلات الأسرى المحتجزين في غزة.

وتابع أن هناك ما أسماها محاولة "تنظيف" لكل ما هو مبني في شمال غزة، كما أن هناك محاولات من قبل مجموعات استيطانية متطرفين للدخول إلى شمال القطاع لبناء بعض المواقع والبؤر الاستيطانية كما يحصل في الضفة.

وفيما أشار إلى أن خطة الجنرالات لن تنفذ خلال أيام، لفت خوري إلى أن هناك مقاومة ما زالت على الأرض ومستمرة.

وأردف أن نتنياهو يبني خططه على تاريخ 5 نوفمبر/ تشرين الثاني موعد الانتخابات الأميركية، مضيفًا أننا "قد نشاهد بعض التغييرات في الضغوط التي تمارس في حال نجاح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس".

وفي حال نجاح المرشح الجمهوري دونالد ترمب، سيبقى لنتنياهو القرار السياسي، أن ينفذ خطة الجنرالات على أرض الواقع وفق خوري.

موقف واشنطن من خطة الجنرالات

من ناحيته، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق توماس واريك: إن "الحديث عن تطبيق خطة الجنرالات في شمال غزة أمر غير مقبول بالنسبة لواشنطن، لأنها تفترض بأنه سيكون هناك تجويع لكل من ترك في شمال القطاع".

وفي حديث للتلفزيون العربي من واشنطن، أضاف واريك أن الولايات المتحدة تتوقع ردًا أفضل من إسرائيل بشأن المفاوضات، وأفضل مما سمعه الوزير بلينكن حينما التقى مع مسؤولين إسرائيليين هذا الأسبوع.

وأشار إلى أن هناك بعض الأمل بأن المفاوضات ستبلي بلاء أحسن، معتبرًا أن على حماس أن تبدي اهتمامًا بالعرض المقدم على الطاولة.

وقال واريك إن "الهجمات التي يشنها حزب الله اللبناني على إسرائيل جعلت واشنطن تستمر في تزويد إسرائيل بما تحتاجه للدفاع عن نفسها"، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة في الوقت نفسه تضغط على الحكومة الإسرائيلية للقيام بما هو أكثر من ذلك حيال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة