لا تتوقف آلة الكذب الإسرائيلية عن مواصلة بث الفبركات وممارسة التضليل بأسلوب مبتذل ومثير لسخرية المتابعين.
فمنذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، والمشافي هي العنوان الرئيسي للعرض اليومي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
ومع مرور أكثر من شهر على الهجوم الإسرائيلي، لم تقدم إسرائيل أي صورة لإنجازاتها، سوى آبار لتخزين الماء أو الوقود في المستشفيات، مدعية أنها أنفاق لمقاتلي حركة حماس.
وآخر ما قدمه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو، في مستشفى الرنتيسي المخصص للأطفال، بعد إخلائه من المرضى والأطباء بقوة السلاح.
والمثير للغرابة أن إسرائيل تعتمد في روايتها على وجود حفاظات للأطفال كدليل على أن هذا المكان كان مسرحًا لعمليات حماس في أسر الأطفال.
لكن الأغرب من ذلك هو عرضها مصعد المستشفى المؤدي إلى مخزن المواد الطبية على أنه فتحة نفق.
ولهذا فإن جلب عدد من الأسلحة وترتيبها بدقة، وهي أسهل حجة للقول إن هذه الأسلحة وجدت في المستشفى، وبعد كل ذلك لم يظهر أي معتقل لحماس في هذه الغرفة التي يروج لها الجيش الإسرائيلي أنها ثكنة عسكرية.
وزارة الصحة الفلسطينية تكذّب إسرائيل
وأمام ذلك فندت وزارة الصحة الفلسطينية هذه الادعاءات الإسرائيلية وقالت في بيان: إن ما عرضه الاحتلال في مستشفى الرنتيسي للأطفال هو تمثيلية سمجة، لا يوجد عليها دليل واحد يستحق الرد، وأضافت أن الاحتلال عد وجود حفاظات أطفال في مستشفى للأطفال وفيه نازحون أدلة استثنائية.. أي استخفاف هذا بعقول الناس وعقول العالم، حسب بيان الوزارة.
ولا تتوقف إسرائيل عن التسويق لأي شيء يمكن أن يبرّر قتل أكثر من أربعة آلاف طفل وثلاثة آلاف امرأة، لكن تخبط قيادتها وصل حد اعتبار وجود كتاب "كفاحي" لأدولف هتلر في غزة دليلًا على إدانة حماس.
فقد عرض الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ كتاب هتلر في لقاء على شبكة بي بي سي البريطانية، وكأنه حصل على دليل إدانة لا يقبل التشكيك.
ممثلة فاشلة
ويبدو أن جيش الاحتلال قدم أيضًا تمثيلية فاشلة وغير متقنة، فيمكن لأي مبتدئ في اللغة العربية أو الإنجليزية تفنيد دور سيدة تدعي أنها ممرضة في مستشفى الشفاء بسبب ركاكة لهجتها، كما أكدت تعليقات كثيرة.
ويبدو أن إسرائيل لجأت لهذا الأمر بعد أن أخفقت في تسويق روايتها بشأن استخدام حماس المشافي في غزة، لكنها عادت لحذف المقطع من صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ثبوت زيف الفيلم.
"هل أصبح الموساد فاشلًا إلى تلك الدرجة؟"
وتفاعلت منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع هذه الادعاءات الإسرائيلية، حيث قال الإعلامي الأميركي جاكسون هينكل مخاطبًا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في تعليقه على فيديو مستشفى الرنتيسي: "هذا مصعد وليس نفقًا! إذ يوجد عمود المصعد وقضبان وكابل مسطح، تنزلق الكابينة على القضبان المعدنية ويربط الكابل المسطح الكابينة بالصندوق الكهربائي"، حسب تعبيره.
بدوره علّق مشهود عبد السلام على فيديو الممرضة الذي نشرته صفحات إسرائيلية بقوله: "الاحتلال الصهيوني قام بنشر فيديو لممثلة لا تعرف لا إنكليزي ولا عربي، تقوم بدور ممرضة في مستشفى الشفاء في غزة وتحذر الناس من حماس وتدعوهم إلى الخروج من المستشفى"، مضيفًا: كنت أود أن أقول إنهم وصلوا لمرحلة منحطة بالكذب، ولكن ما سبق أعظم"، حسب تعليقه.
أما صلاح عبد الله فعلق مخاطبًا الرئيس الإسرائيلي على روايته المتعلقة بكتاب هتلر بقوله: "أنا على يقين أنك كاذب ولو كنت صادقًا لأرفقت الاستعراض لهذا بالفيديو حال عثوركم على الكتاب.. هل أصبح الموساد فاشلًا إلى تلك الدرجة؟ أصابتكم الهزيمة بالغباء"، حسب قوله.
