طوى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ341، في ظل ارتكاب الاحتلال مجزرة جديدة أسفرت عن استشهاد أكثر من 18 شخصًا وإصابة العشرات، جراء قصفه مدرسة الجاعوني في مخيم النصيرات للمرة الخامسة على التوالي.
وفي ظل استمرار الغارات الجوية على مختلف مناطق قطاع غزة، استشهد ثمانية فلسطينيين الأربعاء جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف خمسة منهم في مدينة طوباس وثلاثة في طولكرم شمال الضفة الغربية، وفقًا لما أفادت به وزارة الصحة والهلال الأحمر.
سياسيًا، أعربت حركة حماس عن استعدادها لتنفيذ فوري لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المستند إلى إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو/ أيار الماضي، مجددة رفضها لأي شروط 'مستجدة' على الاتفاق.
حماس تتمسك باتفاق 2 يوليو
في التفاصيل، فقد رحّبت حركة حماس بالدور المصري-القطري وجهود الوساطة المبذولة في المفاوضات غير المباشرة لوقف العدوان على غزة.
وجاء ذلك خلال لقاء الوفد المفاوض لحركة حماس برئاسة خليل الحية مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ورئيس المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل، في العاصمة القطرية الدوحة صباح اليوم الأربعاء.
وأكدت الحركة في بيان على "استمرار إيجابيتها ومرونتها من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وانسحاب جيش الاحتلال من كامل أراضي القطاع، بما يحقق مصالح شعبنا ويفسح المجال لصفقة تبادل أسرى وإغاثة أهلنا وعودة النازحين وإعادة الإعمار"، بحسب البيان.
كما شّددت الحركة على استعدادها للتنفيذ الفوري لاتفاق وقف إطلاق النار على أساس إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو/ أيار الماضي وقرار مجلس الأمن رقم 2735 وما تم التوافق عليه سابقًا، خاصة توافقات الثاني من يوليو/ تموز الماضي، دون وضع أية مطالب جديدة، ورفضها لأي شروط مستجدة على هذا الاتفاق من قبل أي طرف".
إلى ذلك، رفضت الحركة أي مشاريع "تتعلق بمرحلة ما بعد وقف العدوان على قطاع غزة"، مؤكدة "أن إدارة القطاع هي شأن فلسطيني داخلي يتم التوافق عليه برؤية فلسطينية متفق عليها"، مرحبة "بإجراء حوار وطني شامل مع كافة الفصائل والقوى الفلسطينية للتوافق على رؤية وطنية لمواجهة تداعيات المرحلة الحالية وتوحيد الساحة الوطنية".
من جانبه، أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمود مرداوي، في تصريح للتلفزيون العربي، أن الحركة لا تزال متمسكة باتفاق الثاني من يوليو/ تموز بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
واعتبر مرداوي أن تصريحات جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، "كذبًا وتضليلًا للرأي العام".
كما شدد على أن حركة حماس تجدد مطالبها بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين إلى ديارهم ومناطقهم.
ثمانية شهداء في طوباس وطولكرم
ويأتي ذلك فيما واصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيده في قطاع غزة والضفة الغربية. فقد قصف الاحتلال مدينتي طوباس وطولكرم في الضفة ما أسفر عن استشهاد ثمانية فلسطينيين الأربعاء.
وقد أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني صباح اليوم باستشهاد خمسة فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدفهم في مدينة طوباس.
ونُقل الشهداء إلى المستشفى الحكومي التركي، وفق المتحدث باسم الهلال الأحمر أحمد جبريل، الذي أوضح أنّ الغارات وقعت قرب مسجد التوحيد في المدينة.
وأشار مراسل التلفزيون العربي في طوباس، فادي العصا، إلى أن جيش الاحتلال اقتحم أحياء مختلفة من المدينة، حيث سيّر جرافات وآليات عسكرية متنوعة، بالإضافة إلى قوات راجلة، وفرض حظر تجوال، كما نشر قناصة في بعض المباني.
وفي واقعة منفصلة، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله مساء الأربعاء "بوصول ثلاثة شهداء إلى مستشفى الإسراء التخصصي في مدينة طولكرم جراء قصف الاحتلال لمركبة".
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني "نقل ثلاثة شهداء جراء قصف سيارة في منطقة عزبة الحج مسعود بين أكتابا وشويكه قرب طولكرم".
من جهته، قال جيش الاحتلال: "إن طائرة تابعة للجيش الإسرائيلي نفّذت غارة جوية خلال عملية مكافحة الإرهاب في طولكرم، وستعلن التفاصيل لاحقًا".
الاحتلال ارتكب 4 مجازر في غزة
وفي قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 41084 شهيدًا و95029 جريحًا.
وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى، إنّ "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 64 شهيدًا و104 إصابات خلال الـ24 ساعة الماضية".
كما أفاد الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، باستشهاد أكثر من 18 فلسطينيًا والعديد من الجرحى بينهم حالات خطرة جراء قصف إسرائيلي استهدف مدرسة الجاعوني في مخيم النصيرات وسط القطاع. ولفت إلى سقوط 4 شهداء و15 جريحًا في قصف إسرائيلي على منزل بمنطقة مواصي رفح.
كذلك تعرّض حي الزيتون جنوبي مدينة غزة لقصف مدفعي إسرائيلي، فيما أشار مراسل التلفزيون العربي إلى استهداف غارة إسرائيلية لمنزل في منطقة قيزان النجار بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.