حماس تطالب بطرد سفراء الاحتلال.. شهداء وجرحى في قصف على غزة
استشهد عدد من الفلسطينيين بينهم طفل وأصيب آخرون، اليوم الأحد، في قصف للاحتلال على مخيم النصيرات، وحي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة.
فمنذ أكثر من عام، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء.
وبجانب الشهداء والجرحى، فإن حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، أسفرت أيضًا عما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
شهداء بينهم طفل في قصف للاحتلال على النصيرات والشيخ رضوان
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلًا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 3 مواطنين، وإصابة آخرين.
وقصفت طائرات الاحتلال الحربية برج التركماني غرب النصرات، حسب وكالة "وفا".
وأضافت الوكالة أن طائرة مسيرة للاحتلال من نوع "كواد كابتر" ألقت قنابل على فلسطينيين في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة ما أدى لاستشهاد طفل (3 سنوات) وإصابة والديه.
وفي وقت سابق اليوم الأحد، شنت مدفعية الاحتلال قصفًا عنيفًا على مناطق مشروع بيت لاهيا، وتل الزعتر، ومخيم جباليا شمال القطاع.
وكانت وزارة الصحة في غزة، أعلنت في وقت سابق ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 43,603 شهداء و102,929 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.
وأشار إلى أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 51 شهيدًا و164 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
نقل 19 مصابًا فلسطينيًا من الشمال إلى مدينة غزة
في غضون ذلك، أعلن مستشفى العودة، في محافظة شمال غزة الأحد، نقل 19 مصابًا من المستشفى إلى مستشفيات محافظة مدينة غزة، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في ظل الإبادة والتطهير العرقي الإسرائيلي الذي تشهده المحافظة منذ أكثر من شهر.
وعلى مدار الأيام الماضية، أعلن حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، أن الجرحى الفلسطينيين يفقدون حياتهم شمال غزة لعدم وجود مستلزمات طبية وأطباء متخصصين، بسبب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحًا بريًا في شمال قطاع غزة، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
بينما يقول فلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
حماس: إسرائيل تستخدم التجويع والتعطيش لإبادة أهالي غزة
سياسيًا، أعلنت حركة حماس، الأحد، أن إسرائيل تستخدم سلاح التجويع والتعطيش ضد أهالي قطاع غزة بمنع الغذاء والماء والدواء، في ظل إبادة مستمرة لأكثر من عام، ضمن تنفيذ خطة جنرالاتها.
وقال القيادي في الحركة أسامة حمدان، في كلمة مسجلة: لا يزال الاحتلال يمارس سلاح التجويع والتعطيش ضد شعبنا في قطاع غزَّة، ويمنع عنهم الغذاء والماء والدواء والعلاج".
وأضاف أن ذلك يتم "على مدار أكثر من 50 يومًا من منع الاحتلال إدخال أيّ مساعدات للمحاصرين بالشمال، حتّى فتكت المجاعة بأهلنا وعوائلنا، ومات أطفالنا من شدَة الجوع".
وتابع حمدان: "سلاح التجويع الذي يُمعن في استخدامه الاحتلال ضدَّ أبناء شعبنا منذ أكثر من عام، هو أداة من أدوات الوحشية في تنفيذ خطّة جنرالاتهم، وأقذر أسلوب همجي لا يقدم عليه إلا مجرمو حرب وعديمو الضمير والإنسانية، ويؤكّد للعالم، مرَّة تلو الأخرى، حقيقة هذا الكيان الصهيوني".
وأردف: "بسبب انعدام أدنى مقوّمات الحياة الإنسانية، حتى الجرحى والمصابون في الشوارع وتحت الأنقاض والأبنية المدمّرة، يمنع هذا الاحتلالُ الطواقمَ الطبيَّةَ والإسعافَ والدفاعَ المدني من الوصولِ إليها، بعد أنْ دمَّر كلَّ المستشفيات والمراكز الصحيَّة، وستتضاعف وتتعمّق هذه المعاناة والمأساة الإنسانية لشعبنا مع حلول فصل الشتاء".
ولفت حمدان، إلى أنه "لليوم 401 تتواصل فصول حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والمجازر المروعة والتجويع والتعطيش التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني، ضدّ أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة".
وقال: "ارتكب الاحتلال خلال الـ24 ساعة الماضية ثلاثة مجازر، آخرها المجزرة المروّعة التي استهدفت منزلين في مدينة غزَّة وجباليا البلد، ارتقى خلالها أكثر من 51 شهيدًا نصفهم أطفال، وأكثر 164 جريحًا ومصابًا".
وأضاف: "الاحتلال يمارس بحق غزة أبشع صنوف القتل والتنكيل والاعتقال والتعذيب والتهجير، ويمنع عنهم كلّ مقوّمات الحياة الإنسانية، وينفذ جريمة الإخفاء القسري بحق آلاف المعتقلين، في حربٍ عدوانية لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً".
وقال حمدان: "نجدد مطالبتنا بطرد سفراء الاحتلال من الدول العربية والإسلامية وإلغاء الاتفاقيات الموقعة معه".
ودعا القيادي في حماس إلى تشكيل تحالف عربي وإسلامي ودولي لتمكين شعبنا من حقوقه كافة.
حرب إبادة وتهجير
سياسيًا، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية: إن "شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة يتعرض منذ ما يزيد على 400 يوم لحرب إبادة وتهجير وتدمير لمقومات الحياة البشرية والإنسانية كافة، وتواصل إسرائيل استخدام التجويع كسلاح في حربها".
وأدانت الخارجية في بيان "الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال صباح اليوم في جباليا والتي راح ضحيتها أكثر من 36 شهيدًا وعشرات المصابين والجرحى.
كما أدانت إقدام إسرائيل على توسيع ممراتها الاستعمارية في قطاع خاصة "ممر نتساريم" وتقطيع قطاع غزة من خلال 3 محاور، وبناء منشآت عسكرية ثابتة لتكريس احتلال القطاع وتصميم واقع جديد بداخله لا يستوعب وجود الفلسطينيين، ولعل المجازر الجماعية وتدمير المستشفيات وحرمان المواطنين من العلاج والماء والغذاء أكثر بشاعة من المجاعة نفسها.
وقالت إن "حقيقة الإبادة والمجاعة والتطهير العرقي والتهجير أعلى صوتًا وأكثر صدقًا من النقاشات الدائرة حول وجود المجاعة من عدمه، الأمر الذي يتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا لوقف جميع مظاهر الإبادة وفي مقدمتها القتل الجماعي والمجاعة".
وشددت الوزارة على أن الوقف الفوري للحرب وإدخال المساعدات بشكل مستدام هو المدخل الصحيح لوقف المجاعة.