أصيب فلسطينيان، اليوم الثلاثاء، برصاص مستوطنين إسرائيليين هاجموا قاطفي زيتون بوادي "إماتين" في محافظة قلقيلية شمالي الضفة الغربية المحتلة، حيث تكررت هذه الاعتداءات بشكل كثيف خلال الآونة الأخيرة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان: "طواقمنا في قلقيلية تتعامل مع إصابتين برصاص حي؛ واحدة بالرأس سطحية والأخرى في الفخذ، نتيجة هجوم مستوطنين على مزارعين في وادي إماتين".
وأشارت الجمعية إلى نقل المصابين للمستشفى من أجل تلقي العلاج.
وقامت مجموعة من المستوطنين بمهاجمة قاطفي الزيتون في إماتين شرقي قلقيلية، ورشقوهم بالحجارة وأطلقوا عليهم الرصاص الحي، حيث اندلعت مواجهات بين السكان الفلسطينيين والمستوطنين، تدخل على أثرها جيش الاحتلال الإسرائيلي حماية للمستوطنين.
وعادة ما يشن مستوطنون إسرائيليون هجمات على المزارعين الفلسطينيين وحقولهم، تزداد وتيرتها مع موسم قطف ثمار الزيتون خلال أكتوبر/ تشرين الأول، ونوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام. وحسب تقديرات إسرائيلية، يقيم أكثر من 720 ألف مستوطن في بؤر استيطانية بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
اعتقالات متواصلة
يأتي ذلك تزامنًا مع التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل تجاه بلدات ومدن الضفة الغربية، حيث قالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن جيش الاحتلال اعتقل منذ مساء أمس وحتّى صباح اليوم الثلاثاء (15) مواطنًا على الأقل من الضّفة، بينهم معتقلون سابقون.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، بأن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات: بيت لحم، قلقيلية، نابلس، وطوباس، رافقها تنفيذ عمليات تنكيل واسعة، واعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.
كذلك، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم بنصب بوابة حديدية جنوب محافظة نابلس، وأشارت مصادر أمنية لـ"وفا"، إلى أن البوابة وضعت عند مفترق طرق يؤدي إلى أربع قرى، وهي: يتما، وقبلان، وقريوت، وجالود، القريبة من دوار زعترة جنوب نابلس.
"تفكيك" الضفة
وتشن سلطات الاحتلال حربًا على الطرقات الرئيسية والفرعية ومداخل المدن والبلدات والقرى والتجمعات السكانية في الضفة الغربية، من خلال وضع البوابات الحديدية والمكعبات الاسمنتية والسواتر الترابية، وذلك ضمن سياسة العقاب الجماعي والتضييق على الفلسطينيين.
فهذه الاجراءات حولت الضفة الغربية إلى "كانتونات" متناثرة وغير متواصلة، تستطيع قوات الاحتلال من خلالها فرض إغلاق محكم على كل الضفة بوقت قياسي، ومنع الحركة والتنقل، وتحويل التجمعات السكانية إلى سجون متباعدة.
وبموازاة حرب الإبادة الجماعية المستمرة بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، صعّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته بالضفة، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، ما أدى إلى استشهاد 763 فلسطينيًا وإصابة نحو 6 آلاف و300 واعتقال 11 ألفًا و500، وفق أحدث معطيات فلسطينية رسمية.