علّقت الجامعة العبرية في القدس عمل البروفسورة نادرة شلهوب كيفوركيان، بسبب مواقفها السياسية المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة والداعمة للفلسطينيين.
وذكرت هيئة البثّ الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، أنّه "في خطوة استثنائية"، قرّرت الجامعة العبرية تعليق عمل كيفوركيان التي تعمل محاضرة في قسم العلوم الاجتماعية، زاعمة أنّ القرار جاء بعد ما أسمته "تفوهات خطيرة أدلت بها، حيث أعربت عن فرحتها لخوف يهود منها عندما تتحدث اللغة العربية في الشارع، ووصفهم بالمجرمين الذين يستحقون ذلك".
وتابعت هيئة البثّ أنّ كيفوركيان "اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة".
من جهتها، برّرت الجامعة قرار التوقيف بأنّ "كيفوركيان وقّعت على عريضة في بداية الحرب تصف أعمال إسرائيل بأنّها ممارسات إبادة جماعية وكيان احتلال منذ 1948"، معتبرة أنه "في هذه المرحلة من أجل الحفاظ على جو هادئ في الجامعة لصالح طلابنا وطالباتنا، قررنا تعليق عمل بروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان".
حملة تحريض عنصرية على نادرة شلهوب كيفوركيان
وتعمل شلهوب كيفوركيان في الجامعة العبرية منذ 26 عامًا، ولها أكثر من 130 منشورًا وكتابًا ومقالات علمية نشرت في أفضل الجامعات العالمية.
وتتعرّض المحاضرة والبروفيسورة نادرة شلهوب كيفوركيان لحملة تحريض عنصرية، وذلك بعد نشر الجامعة العبرية رسالة شديدة اللهجة تطالبها بتقديم استقالتها في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إثر توقيعها على عريضة ضد العدوان على غزة.
في المقابل، أدان التجمّع الطلابي الديمقراطي وهو تجمع طلابي جامعي للمواطنين العرب في إسرائيل، قرار تعليق عمل البروفسورة كيفوركيان، معبّرًا عن استنكاره "لكل الخطوات التعسّفية التي تستهدف كل صوت إنساني وأخلاقي يرفض الحرب الدموية في القطاع، ويُطالب بوقف هذه الجرائم التي تُرتكب بشكل يومي".
وعبّر التجمّع عن "اعتزازه الكبير" بدور كيفوركيان وإنتاجها العلمي والأكاديمي الواسع والمهم، إذ تُعتبر من أهم الباحثين على المستوى الدولي ولها صولات وجولات في جامعات ومعاهد عالمية مرموقة، مثمّنًا "موقفها الوطني والأخلاقي الصلب الذي تتخذه ضد الحرب والعدوان على أهلنا في قطاع غزة ومع حقوق شعبنا الفلسطيني رغم كل محاولات التضييق والملاحقة المستمرة عليها منذ فترة".
واعتبر أنّ "الأكاديميا الإسرائيلية أصبحت تلعب بشكل واضح دورها كجزء من منظومة الأبرتهايد والفصل العنصري وتتعامل وفقًا للعقلية الانتقامية السائدة في المجتمع الإسرائيلي".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارًا هائلًا بالبنية التحتية.