أُنجزت الخطوة الثالثة من وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، أكبرِ مخيمات الشتات في لبنان.
وقد انسحب مسلحو ما يعرف بـ"الشباب المسلم" ومسلحو حركة فتح من مدارس الأونروا، التي احتلوها إثر اندلاع الاشتباكات في المخيم، في خطوة ستشكل مقدمة لتثبيت الهدوء التام وعودة النازحين.
وانتشرت القوة الأمنية المشتركة في المخيم، والمؤلفة من عناصر يمثلون كل الفصائل والقوى الفلسطينيّة.
وكان وقف جديد لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ مساء 14 سبتمبر/ أيلول الجاري في المخيم بعد مقتل 17 شخصًا وإصابة نحو 100 آخرين، خلال أسبوع من المواجهات التي اندلعت بين حركة فتح ومجموعات متشددة في المخيم الواقع على أطراف مدينة صيدا الساحلية جنوب لبنان.
وكانت مصادر قد أكدت لـ"العربي" أنه بعد هذا الانسحاب، واستتباع ذلك باستكمال وقف إطلاق النار سيكون من الآمن للنازحين العودة إلى المخيم، بالتزامن مع ورشة إعادة تأهيل المنازل المتضررة من الاشتباكات.
ورشة الإصلاح والإعمار
وقال محمود العجوري، قائد القوة الأمنية المشتركة في مخيم عين الحلوة في حديث إلى "العربي": "لقد استلمنا كل مدارس الأونروا، وباتت القوة الأمنية على أبوابها، بانتظار الخطوة التالية، والمتمثلة بتبليغ القيادة السياسية لإدارات تلك المدارس بإخلائها من المسلحين، وإجراء ما يلزم للإصلاحات فيها، وذلك لاستكمال العام الدراسي بخير وسلاسة".
ومع انسحاب المسلحين من المدارس، قد تكون "الأونروا" عاجزة عن تشغيلها من جديد، بسبب الأضرار الكبيرة الناتجة عن الاشتباكات السابقة، حيث باتت هياكل أبنية تلك المدارس متصدعة بفعل القذائف والرصاص.
وفي هذا الإطار، أكدت الناطقة الرسمية باسم الأونروا في بيروت هدى السمرا في حديث إلى "العربي"، أنه لا بد من الكشف على المدارس من خلال فرق نزع الألغام بداية، لإزالة الأجسام غير المنفجرة، قبل المباشرة بعملية مسح الأضرار، وبعدها ستتكشف التكلفة الرسمية لإعادة الأعمار أو تصليح المدارس المتضررة، وهي كلفة مالية قد تكون غير متوفرة للأونروا، وفق تصريحها.
وسيشكل الانسحاب اختبارًا جديًا في تثبيت وقف إطلاق النار، فسكان المخيم باتوا عاجزين عن تحمل أيِ خروقات أمنية جديدة، ومع هذه الخطوة تحل واحدة من أبزر تعيقدات الملف، بانتظار عملية تسليم المطلوبين أو تسوية ملفاتهم، لسحب فتيل أي توتر مستقبلًا قد ينعكس على المخيم كاملًا.