أفاد مراسل "العربي" من مراكش أنس رضوان، بأن سكان حي الملاح الذي شهد أكبر نسبة دمار في المدينة باتوا في العراء، وبعضهم فر من منزله بلباسه وبدون أغطية، إثر الزلزال الذي ضرب المغرب.
وقال التلفزيون المغربي: إن 820 شخصًا لقوا حتفهم جراء الزلزال القوي الذي ضرب منطقة جبال الأطلس الكبير بالمغرب في وقت متأخر من أمس الجمعة، ودمر عددًا من المباني ودفع سكان المدن الكبرى للفرار من منازلهم.
ونقلت وسائل إعلام رسمية اليوم السبت عن قول وزارة الداخلية في إحصاء أولي محدث للضحايا: إن "عدد المصابين بلغ أكثر من 600".
وأفاد سكان في مراكش، أقرب المدن الكبرى لمركز الزلزال، أن بعض المباني انهارت في المدينة القديمة المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، وعرض التلفزيون المحلي صورًا لسقوط مئذنة مسجد وتناثر الأنقاض على سيارات مهشمة.
لحظة انهيار صومعة في ساحة جامع الفنا في #مراكش بسبب الزلزال المدمر#زلزال_المغرب #المغرب pic.twitter.com/UNym8lVAZu
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 9, 2023
بدورها، دعت وزارة الداخلية إلى الهدوء، قائلة في بيان نقله التلفزيون حول عدد القتلى إن الزلزال ضرب أقاليم الحوز وورزازات ومراكش وأزيلال وشيشاوة وتارودانت.
وأفاد المعهد الوطني للجيوفيزياء بالمغرب أن الزلزال وقع في منطقة إيغيل بجبال الأطلس الكبير بقوة 7.2 درجة. وقدرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية قوة الزلزال بنحو 6.8 درجة، وقالت إنه وقع على عمق 18.5 كيلومترات.
وتقع منطقة إيغيل الجبلية التي تضم قرى زراعية صغيرة على بعد حوالي 70 كيلومترًا جنوب غربي مراكش. ووقع الزلزال بعد الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي (22:00 بتوقيت غرينتش).
وهذا الزلزال هو الأكبر من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ هزة في 2004 بالقرب من الحسيمة في شمال البلاد أودت بحياة أكثر من 600 شخص.
قصص الفارين من الزلزال
وأظهرت كاميرا "العربي" بعض ما شهده حي الملاح في مراكش من انهيار ودمار لبعض المباني، حيث أشار المراسل إلى أن حجم الخسائر كان أكبر إثر الزلزال الذي ضرب المدينة.
وأشار مراسل "العربي" إلى أن جميع المغاربة في الحي يتقاسمون القصة نفسها، لكن بتفاصيل مختلفة من خوف، وفزع وصدمة، لافتًا إلى أن بعضهم عاش أو شهد الموت بعينيه ولمسه في أقاربه أو في جيرانه.
وفي حديث لـ"العربي" يقول أحد المغاربة إنه فور شعوره بالزلزال هرب من منزله، لأنه جاء مفاجئًا ولم يكن متوقعًا، مشيرًا إلى أن الناس فروا بملابسهم دون أخذ شيء معهم خوفًا من آثار الزلزال.
وأضاف أن هناك نوعًا من التضامن ظهر بين المواطنين في مراكش، مشيرًا إلى أن بعض المواطنين الذين خرجوا من منازلهم بدون أي شيء وجدوا في الشارع العديد من المواطنين الذين احتضنوهم وقدموا لهم الملابس والبطانيات.
وأشار مراسل "العربي" إلى أن مصير المواطنين الذين يجلسون في العراء لا يبدو واضحًا بشكل كبير حتى الساعة، إن كان سيتم ترحيلهم إلى منازل معينة أو مناطق معينة، لكنه لفت إلى أن الواضح أن أغلبهم إن لم يكن منزله قد أنهار كليًا أو جزئيًا، سيصبح غير صالح للسكن.
وخلص إلى أنه ليس المغاربة فقط من عانوا من آثار الزلزال، بل أيضًا الأجانب والسياح في مدينة مراكش الذي باغتهم الزلزال وتقاسموا مع المغاربة الأرض وقضوا ليلة في العراء، وسط الخوف من هزة ارتدادية جديدة قد تكون أعنف.