لم يكد ينجلي غبار عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حتى ثارت عاصفة من المواقف الدولية الغربية المؤيدة لإسرائيل، مبدية تضامنها الكامل معها ودعمها اللا المحدود على المستويات كافة سياسيًا وعسكريًا.
الولايات المتحدة
وعلى عادته، جاء الموقف الأميركي الأكثر انحيازًا لإسرائيل من بين كل الدول، وتوّج بزيارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل في اليوم الثاني عشر للحرب التي تشنها تل أبيب على المدنيين في قطاع غزة.
وقد جاءت تلك الزيارة بعيد المجزرة المروعة التي ارتكبتها إسرائيل عبر استهداف المستشفى المعمداني.
وتكررت زيارات المسؤولين الأميركيين إلى إسرائيل من أرفع المستويات، فسبق أن حط وزيرا الخارجية والدفاع في تل أبيب للوقوف على متطلبات الدعم السياسي والعسكري الذي تطلبه إسرائيل في حربها، والعمل جنبًا إلى جنب مع الأجهزة العسكرية والاستخبارية الأميركية.
كما حرصت واشنطن على إرسال حاملة الطائرات "جيرالد فورد" إلى شرق المتوسط، لتنضم إليها الحاملة العملاقة "أيزنهاور" باعتبارها جزءًا من رسائل الردع الإقليمي وضمان عدم تدخل دول الإقليم في الحرب كما تقول الولايات المتحدة.
أما لوجيستيًا، فقد حصل الجيش الإسرائيلي على إمدادات ضخمة من الأسلحة والذخيرة المطلوبة لحربه على غزة.
فحتى مطلع الأسبوع الثالث من الحرب، وصلت 45 طائرة شحن عسكرية محملة بمختلف صنوف الأسلحة، منها قنابل "بانكر باسترز" و"جدام" من عدة طرازات المخصصة لضرب الحصون والأنفاق ويمكن توجيهها بالأقمار الصناعية، وذلك بعد أن استنفذت إسرائيل معظم ما تملكه من قنابل وصواريخ في قصفها على غزة.
بريطانيا
وتبعت الموقف الأميركي على الفور مواقف غربية تنحو نحو السلوك نفسه الداعم لإسرائيل؛ أبرزها مواقف المملكة المتحدة التي حط رئيس حكومتها ريشي سوناك في إسرائيل على متن طائرة شحن عسكرية محملة بالمساعدات.
وجاءت تلك الزيارة بعدما أثارت تصريحات سوناك "بحق إسرائيل المطلق في الدفاع عن نفسها" جدلًا واسعًا في بريطانيا.
وفي تحرك عملي، وجهت لندن مجموعة بحرية من الأسطول الملكي البريطاني مكونة من سفينتين حربيتين للتوجه إلى شرق المتوسط، بالإضافة إلى طائرة من طراز "إي 8" لمهام الدورية والاستطلاع إلى جانب 3 مروحيات.
الاتحاد الأوروبي
من ناحيته، الموقف الأوروبي وفي أول رد فعل له بعد عملية "طوفان الأقصى"، قام بتعليق المساعدات التنموية إلى فلسطين وسط تباين بالمواقف بشأن ذلك.
مع ذلك، كان الموقف الرسمي لدول الاتحاد الأوروبي منحازًا بشكل واضح لإسرائيل ومتبنيًا موقفها في حرب غزة.
فقد اتخذت فرنسا، على سبيل المثال، موقفًا متحيزًا لإسرائيل على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون الذي زار تل أبيب في 23 أكتوبر الماضي، في وقت لعبت باريس دورًا في الاتصالات الجارية لعدم توسع الحرب لجهة لبنان.
وفي سباق المزايدة الأوروبية، كان المستشار الألماني أولاف شولتس أول من زار إسرائيل واجتمع مع بنيامين نتنياهو، حيث أعلن من تل أبيب أن بلاده لديها مسؤوليات تاريخية لحماية إسرائيل، على حد تعبيره.
وتبع موقف شولتس تعهد وزير الدفاع الألماني بمواصلة دعم إسرائيل بـ"كل ما تحتاجه في معركتها مع حماس".
إلى ذلك، تكررت المواقف المؤيدة لإسرائيل في العديد من الدول الأخرى مثل أوكرانيا وكندا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا وغيرها من الدول، في تهافت غير مسبوق لطمأنة إسرائيل ولموقعها المتقدم في السياسات والإستراتيجيات الغربية.