تعتبر الهند أول من دعمت الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، وبعدها رفضت قرارًا لوقف إطلاق النار في الأمم المتحدة.
واليوم، تحاول الهند إسكات الأصوات الداعمة لفلسطين في البلاد عبر قمع التحركات الشعبية والمتظاهرين.
فكيف حوّل ناريندرا مودي الهند إلى داعم قوي لإسرائيل؟
دعم لا مشروط
في التفاصيل، وبعد ساعات من هجوم فصائل المقاومة الفلسطينية على غلاف غزة يوم 7 أكتوبر، أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي دعمه الكامل لإسرائيل، الأمر الذي تبناه أيضًا وزير خارجيته على الفور زاعمًا أن "الهند قد تواجه المصير ذاته إذا لم تقف في وجه التطرف"، حسب قوله.
وتماشيًا مع موقف الدعم غير المشروط لإسرائيل، امتنعت الهند عن التصويت لصالح وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة في الأمم المتحدة قبل أيام، وتحديدًا يوم 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وزعمت نيودلهي أن "القرار لا يتضمّن إدانة صريحة لهجوم الفصائل الفلسطينية".
معلومات مضللة وقمع مظاهرات
هذا التأييد انعكس على موقف القوميين الهندوس المتطرفين في البلاد، الذين شنّوا حملة لنشر معلومات مضللة على مواقع التواصل بشأن ما يحدث في غزة، لصالح السردية الإسرائيلية، بحسب ما كشف تقرير لموقع "ذا ديبلومات".
كما سمحت السلطات الهندية بالتظاهرات الداعمة لإسرائيل في مختلف أنحاء البلاد، في مقابل قمع الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين في الهند من خلال منع التظاهرات والاعتداء على المحتجين.
فقد ظهر أحد المحتجين الذين اعتقلتهم الشرطة الهندية وهو يقول لإحدى وسائل الإعلام: "لقد جئنا إلى هنا للاحتجاج على الوحشية والقصف الذي يحدث في غزة بفلسطين ولانتقاد إسرائيل.. ولكن تم اعتقالنا".
دور حزب بهاراتيا جانتا
وعلى الرغم من إقامة الهند علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ العام 1992، إلا أن هذا التقارب الهندي الإسرائيلي بدأ يأخذ منحًا تصاعديًا مع وصول حزب بهاراتيا جانتا القومي المتطرف للحكم عام 1998.
فقد أدى وصول هذا الحزب إلى صعود عقيدة "الهندوتفا" الهندوسية المتطرفة، والتي ساهمت في انتشار المشاعر المؤيدة لإسرائيل بين مؤيدي اليمين الهندوسي.
وأقام الحزب علاقات قوية مع إسرائيل، حتى باتت الهند أكبر مشترٍ للأسلحة الإسرائيلية.
كما أصبح ناريندرا مودي أول رئيس وزراء هندي يزور إسرائيل عام 2017، منذ التقارب الدبلوماسي بين الطرفين.
وقد ساهم مودي في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين إسرائيل والهند، إذ بلغ حجم التجارة بينهما 10.1 مليار دولار في السنة المالية 2022 و2023، وفق بيانات السفارة الهندية في إسرائيل.
كما أشارت مجلة "مينت" الهندية، إلى أن الصادرات الهندية نحو تل أبيب ارتفعت بنسبة 77% خلال الفترة ذاتها.