يتواصل التصعيد على جبهة لبنان، وسط القصف المتبادل، وعقب حادثة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، حيث تتنامى المخاوف من هجوم إسرائيلي.
وقد أفادت مصادر لوكالة "رويترز"، بأن الولايات المتحدة تقود حملة دبلوماسية "لردع" إسرائيل عن ضرب العاصمة اللبنانية بيروت وأبنيتها الأساسية.
وكانت إسرائيل والولايات المتحدة قد حمّلت "حزب الله" اللبناني المسؤولية عن هذه الحادثة التي أسفرت عن مقتل 12 شخصًا معظمهم من الأطفال وإصابة آخرين يوم السبت الفائت، بينما نفى الحزب ضلوعه فيها.
الموقف الأميركي
ووفق مراسلة التلفزيون العربي من واشنطن ريما أبو حمدية، فإن ما تقوله الولايات المتحدة في العلن هو أنها لا تريد لهذا النزاع أن يتصاعد وأن تنزلق الأزمة إلى رقعة جغرافية أكبر.
فتواصل واشنطن مساعيها بالتالي، مع الطرفين اللبناني والإسرائيلي لمنع التصعيد، وتلفت أبو حمدية إلى أن محللين أكدوا ما نقلته "رويترز" عن مصادرها، لافتين إلى أن أميركا تريد أن تكون "العملية الإسرائيلية محدودة".
في المقابل، تشير مراسلتنا إلى أن واشنطن، وعلى الرغم من ذلك، تترك لتل أبيب "الخيار بشأن ردها"، أي كيفية الهجوم وطبيعته، وفق ما كشفه مسؤولون أميركيون، فيما تأمل "ألا تكون العملية كبيرة".
ومساء الأحد، كلّف الكابينت الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت بتحديد كيفية وتوقيت الهجوم على لبنان، على خلفية حادثة مجدل شمس.
تجنب السفر إلى لبنان
وفي خضم هذه التطورات، تواصلت دعوات دول عربية وغربية رعاياها لتجنب السفر إلى لبنان ومغادرته فورًا.
وشددت وزارة الخارجية اليونانية في منشور على "إكس" أمس الإثنين، على ضرورة تجنب الزيارات إلى لبنان إلا في حالات الطوارئ، ودعت المواطنين اليونانيين إلى مغادرته.
بدوره، قال متحدث وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر في مؤتمر صحفي بالعاصمة برلين أمس الإثنين: "في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أطلقنا تحذيرًا من السفر ودعونا رعايانا لمغادرة لبنان، والآن نجدد هذه الدعوة".
كما حثّ وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في تصريحات له أمس، رعايا بلاده على "مغادرة لبنان".
أما الخارجية الأردنية، فقد قالت في بيان إنها "تهيب بالمواطنين الأردنيين تجنب السفر إلى الجمهورية اللبنانية، حرصًا على سلامتهم وذلك في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن".
كما جددت دعوتها للمواطنين الأردنيين المقيمين والموجودين في لبنان، إلى "أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والابتعاد عن المناطق التي تشهد توترًا، والالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات اللبنانية المختصة بهذا الخصوص".
يأتي ذلك بعدما حثّت السفارة الأميركية والنرويجية في بيروت، ووزارة الخارجية والتنمية البريطانية، ونظيراتها الدنماركية والفرنسية والبلجيكية رعاياها يوم الأحد المنصرم على مغادرة لبنان.
وكانت هولندا والسعودية والكويت وأستراليا وكندا قد دعت رعاياها في بيانات رسمية منفصلة في أواخر يونيو/ حزيران الماضي، إلى مغادرة لبنان جراء التصعيد على الحدود الجنوبية.
