الأحد 17 نوفمبر / November 2024

مواجهة محتملة بين لبنان وإسرائيل.. ما هي آفاق التصعيد وتداعياته؟

مواجهة محتملة بين لبنان وإسرائيل.. ما هي آفاق التصعيد وتداعياته؟

شارك القصة

تتصاعد التحذيرات من اندلاع مواجهة شاملة بين إسرائيل وحزب الله- الأناضول
تتصاعد التحذيرات من اندلاع مواجهة شاملة بين إسرائيل وحزب الله- الأناضول
تحذّر الإدارة الأميركية إسرائيل من أن توجيه ضربات لأهداف تابعة لحزب الله في بيروت قد يخرج المشهد عن السيطرة.

أكّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من مجدل شمس التي رفض أهلها زيارته اليوم الإثنين، أن ما أسماه "الردَّ" على حزب الله سيأتي وسيكون قاسيًا"، فيما صرح وزير أمنه يوآف غالانت بأن حزب الله "سيدفع الثمن"، مكرّرًا أن أفعال إسرائيل ستتكلم، وفق تعبيره. وهو الذي قال سابقًا إنَّ "العام الحالي هو عام الحرب بالنسبة لإسرائيل".

كما يؤكد مسؤولون من تل أبيب أن إسرائيل لا تريد جرَّ المنطقة إلى حرب شاملة، لكن هناك تأهب لاحتمال اندلاع قتال قد يستمر عدة أيام.

تحذيرات من خروج المشهد عن السيطرة

وفي مقابل التصعيد المفتوح على كل الاحتمالات، حذّرت الإدارة الأميركية إسرائيل من أن توجيه ضربات لأهداف تابعة لحزب الله في بيروت، من المرجح أن يخرج المشهد عن السيطرة.

ودعت بريطانيا إلى ضبط النفس، كما طالبت ألمانيا جميع الأطراف بما فيها إيران بعدم الانزلاق نحو التصعيد والمواجهة.

عدّلت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية مواعيد رحلاتها الجوية من مطار رفيق الحريري الدولي- الأناضول
عدّلت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية مواعيد رحلاتها الجوية من مطار رفيق الحريري الدولي- الأناضول

كذلك حذرت الرئاسة الإيرانية إسرائيل من ارتكاب أي خطأ تجاه لبنان. وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة ودول أوروبية رعاياها إلى ضرورة مغادرة لبنان بشكل عاجل.

وذكرت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية أنّ عدم انتظام مواعيد رحلاتها الجوية من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت سببه مخاطر التأمين، في ظل تصاعد التوتر بالمنطقة.

"إسرائيل غير جاهزة لحرب شاملة"

وفي هذا الإطار، يشير الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت إلى أن الاجتماع الوزاري المصغر في إسرائيل عرض خططًا "للرد" على ما وصفته بأنه "مذبحة مجدل شمس" حيث جرى تفويض رئيس الحكومة ووزير الأمن يوآف غالانت بإخراج الخطة إلى حيز التنفيذ. 

ويلفت في حديث إلى "التلفزيون العربي" من عكا إلى أن "المجلس لم يقرّ هذه الخطة خوفًا من تسريبها". 

كما يوضح أن إسرائيل تريد أن توجه "ضربة مؤلمة وجوهرية إلى حزب الله"، مشيرًا إلى تقارير تفيد بأن إسرائيل استعدت لهذه الضربة التي قد تفتح حربا شاملة حتى قبل حادثة مجدل شمس.

لكن شلحت يستبعد أن تكون إسرائيل مستعدة لمواجهة تهديدات حزب الله الذي تعهد بالرد على الضربات الإسرائيلية المحتملة بمثلها، لافتًا إلى تحليلات إسرائيلية تفيد بأن إسرائيل غير جاهزة لشن هذه الحرب الشاملة. 

وبحسب شلحت، يُضاف إلى ذلك التهديدات الإيرانية بأنه في حال امتداد المواجهة بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة فإنها ستكون حربًا معلنة بين إسرائيل وإيران، لافتًا إلى أن إسرائيل ليست جاهزة لخوض مثل هذه الحرب وتحتاج للحصول على ضوء أخضر من حلفائها في العالم ومن الولايات المتحدة بشكا خاص.

احتمالات التصعيد بين إسرائيل وحزب الله

من جهته، يشير الكاتب الصحفي والباحث السياسي حسين أيوب إلى أن الواقع الحالي يمثل اللحظة الأكثر خطورة وحساسية منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وبدء التصعيد على الجبهة اللبنانية. 

وفي حديث إلى "التلفزيون العربي" من بيروت، يرى أيوب أنه من الواضح أن إسرائيل فوجئت في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي الذي "عبّر عن إخفاق استخباراتي تكرر في تقدير أن إيران سترد في أبريل/ نيسان الماضي". 

ويرى أيوب أن إسرائيل "لا تملك خطة واضحة عن الرد الذي يمكن أن يقدم عليه حزب الله" في حال هجوم إسرائيلي، لافتًا إلى أنه كان لدى إسرائيل آلاف الذرائع على مدى الأشهر الماضية، حيث إن حزب الله هو الذي بادر في فتح الجبهة مع إسرائيل وبالتالي كان يمكن أن تتخذ إسرائيل كل ضربة نفذها حزب الله ذريعة لشن هجوم على لبنان. 

ويعتبر أيوب أن الوضع أمام ثلاثة احتمالات: الأول هو رد عسكري موضعي موجع لحزب الله، والثاني هو الذهاب لأيام قتالية ضمن سقف زمني محدد، أمّا الاحتمال الثالث فهو الذهاب نحو حرب شاملة.

ويلفت إلى أن طبيعة الهجوم الإسرائيلي على لبنان ستحدد الخطوة التالية الذي سيقدم عليها حزب الله.  

واشنطن لم تمنح إسرائيل الضوء الأخضر

وبشأن الموقف الأميركي، يقول الدبلوماسي الأميركي السابق جيرالد فيريستاين: "لا أعتقد أن إدارة الرئيس جو بايدن أرسلت إشارات لنتنياهو تخولها لتفسيرها على أنها ضوء أخضر لمواجهة لبنان وحزب الله"، لافتًا إلى أن واشنطن أكدت على الحاجة لخفض التصعيد وللاستمرار في المفاوضات. 

وفي حديث إلى "التلفزيون العربي" من فيلادلفيا، يرى فيريستاين أن أي هجوم إسرائيلي كبير على لبنان سيجرّها إلى نزاع مع إيران، وهو ما كانت إدارة بايدن تحاول الحؤول دونه منذ أشهر. 

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close