أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اتصالًا هاتفيًا مع نظيرته في جنوب إفريقيا ناليدي باندور، قبل ساعات من جلسة محكمة العدل الدولية للإعلان عن قرارها في دعوى "الإبادة الجماعية في غزة" التي رفعتها بريتوريا ضد إسرائيل.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان نشرته، اليوم الجمعة، إن بلينكن أجرى اتصالًا هاتفيًا مع باندور، وزيرة العلاقات الدولية والتعاون بجنوب إفريقيا، لافتة إلى أن الجانبين "بحثا الوضع في قطاع غزة، بما في ذلك حماية المدنيين، واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية، والجهود المبذولة لتحقيق السلام الدائم، فضلًا عن العلاقات الثنائية بين بلديهما".
وتتخوف تل أبيب من أي قرار يتضمن وقف الحرب، التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 26 ألف فلسطيني، ـغالبيتهم من الأطفال والنساء.
ومن المنتظر أن تمثل ناليدي باندور، بلادها في جلسة المحكمة اليوم، وهي معروفة بتصريحات حادة ضد إسرائيل، وسبق أن دعت المحكمة الجنائية الدولية إلى اعتقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، باعتباره مسؤولًا عن قتل النساء والشيوخ والأطفال في فلسطين.
بيان حماس
من جهتها، استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ادعاء الخارجية الأميركية، بأن إسرائيل "لم ترتكب إبادة جماعية" في غزة، معتبرة هذه التصريحات "محاولة أميركية مفضوحة للضغط من أجل إفلات إسرائيل من الإدانة".
وقال القيادي بحركة "حماس" عزت الرشق، في بيان نشرته حماس عبر حساباتها على مواقع التواصل، إن "ادعاء الخارجية الأميركية بأن إسرائيل لم ترتكب إبادة جماعية، وبأن هذه التهمة لا أساس لها من الصحة، وأنه لا يوجد أي تكافؤ أخلاقي بين حماس وحكومة العدو الصهيوني؛ هو محاولة أميركية مفضوحة ومرفوضة باستباق قرار محكمة العدل الدولية".
وأضاف أن التصريحات الأميركية من شأنها "الضغط من أجل إفلات إسرائيل من الإدانة، لارتكابها مجازر وإبادة جماعية لا تزال مستمرة حتى اللحظة بدعم وشراكة أميركية كاملة".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، قد أفاد في وقت سابق من الشهر الجاري، بأنّ الولايات المتحدة لا ترى أي أعمال في غزة تشكل إبادة جماعية، وذلك في تعليقه على سوق جنوب إفريقيا لإسرائيل إلى محكمة العدل.
شركة العال تعلق رحلاتها إلى جوهانسبرغ
وفي السياق، أدان الرشق الموقف الأميركي تجاه الممارسات الإسرائيلية في غزة، موضحًا أن واشنطن "لا تزال ترفض وقف العدوان على غزة، بمنعها مجلس الأمن من اتخاذ قرار بوقف العدوان على شعبنا الفلسطيني"، ولفت إلى "استمرارها تزويد الاحتلال بالسلاح والذخائر لقصف النساء والأطفال".
وأضاف أن موقف واشنطن "يجعل منها طرفًا منحازًا وشريكًا في جرائم القتل، ولا يحق لها أن تتكلم عن القيم والأخلاق وعن القوانين الدولية التي تنتهكها في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع".
يذكر أن الأوامر التي ستصدر عن محكمة العدل الدولية المخصصة في بت النزاعات بين الدول، ملزمة قانونًا ولا يمكن الطعن فيها، لكن المحكمة لا تملك سلطة واسعة لتنفيذ أحكامها.
في غضون ذلك، أعلنت شركة الطيران الإسرائيلية )العال( اليوم الجمعة أنها ستعلق مسار الرحلات إلى جوهانسبرغ في نهاية مارس/ آذار، وعزت ذلك إلى الوضع الأمني الحالي والانخفاض الحاد في الطلب.
وأضافت الشركة الإسرائيلية، التي تسير ما يصل إلى رحلتين أسبوعيًا بدون توقف إلى جوهانسبرغ، إنها ستغير الطائرات عريضة البدن التي تستخدمها في ذلك المسار للتوسع بالوجهات الحالية بينما تبحث عن مسارات جديدة.