يتواصل الهجوم الروسي على أوكرانيا فيما يهرب الأوكرانيون من القصف إلى مناطق أكثر أمانًا. فقد خرج أكثر من مليون ونصف مليون شخص من البلاد إلى الدول المجاورة فيما اختارت بعض الفئات الضعيفة النزوح الداخلي.
تعيش سيرافيم راعية دير رئيس الملائكة ميخائيل في مدينة أوديسا أيامًا صعبة مع توافد المسنين إلى الدير واشتداد الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وتقول في حديث إلى "العربي": "لا يقتصر الأمر على الراهبات هنا فحسب، بل لدينا 150 شخصًا مسنًا وحوالي 100 طالب بالإضافة إلى الفارين. ونحن بحاجة إلى إطعامهم جميعًا".
لم يُهيأ الدير لهذه الأعداد من النازحين والخائفين. وتنقص معظم الإمكانيات في ملجأ بات مقصدًا للفئات الأكثر ضعفًا.
وتضيف سيرافيم: "إن هناك مشكلة أخرى وهي أن كثير من الناس يجلبون حيواناتهم الأليفة إلينا قبل أن يغادروا، ولسنا متأكدين مما يجب أن نفعله معهم فهم يجلبون عشرات القطط يوميًا فهم لا يستطيعون اصطحابها معهم إلى خارج البلاد".
وتخشى أوكرانيا أن تكون أوديسا الهدف المقبل للهجوم الروسي. فأوديسا أو لؤلؤة البحر الأسود كما يطلق عليها هي الميناء الرئيس لأوكرانيا وحيوية اقتصادها.
وتقول سيرافيم: "أعتقد أنها خطيئة لا تنسى إذا ارتكبها بوتين وأولئك الذين يقفون إلى جانبه".
ويبلغ عدد سكان أوديسا مليون نسمة وتزداد معاناتها مع تحذيرات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن موسكو تستعد لقصفها وأنها سترتكب جريمة حرب تاريخية.
وكشف مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مؤخرًا، أنه من المتوقع فرار ما يصل إلى خمسة ملايين أوكراني من بلادهم إذا واصلت روسيا قصفها لأوكرانيا.
وتعهد بوريل بإجراء المزيد من التدقيق في إنفاق الاتحاد الأوروبي على المساعدات في الدول التي دعمت روسيا دبلوماسيًا أو امتنعت عن انتقاد الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وتتوقع السلطات والأمم المتحدة تدفّق مزيد من اللاجئين، وخصوصًا عند فتح الممرات الإنسانية التي ستسمح للمدنيين المحاصرين في المدن الكبرى بالخروج.
