أظهر تحقيق موثق بالفيديوهات، نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، قيام جنود من قوات النظام السوري بعمليات إعدام جماعية في حي التضامن جنوبي العاصمة دمشق عام 2013.
وأظهر التحقيق أفرادًا من قوات النظام يقتادون مجموعات من المدنيين معصوبي الأعين، ومقيدي الأيدي، ويجبرونهم على السير نحو "حفرة الإعدام" غير مدركين أنهم سيقتلون بالرصاص.
وحصدت عمليات الإعدام أرواح 41 شخصًا، إذ تسرب مقطع الفيديو من قبل مجند جديد تابع للنظام، وصل إليه جهاز حاسوب لإصلاحه فاكتشف وجود المقطع، ليقرر بعدها الهروب خارج البلاد بحسب الصحيفة.
من جانبه، وصف مراسل "الغارديان" في الشرق الأوسط الصور بأنها أفظع ما رآه في الصراع السوري.
إلى ذلك، مرت على "جريمة الحرب" هذه 9 سنوات، ومضى 11 عامًا على اندلاع الثورة السورية، وخلال هذه المدة حصلت الكثير من الجرائم التي لا يزال كثير من مرتكبيها أحياء وممسكين بالسلطة، وما يزال ضحاياها بحاجة إلى العدالة في بلد بات ممزقًا وبات كثير من سكانه موزعين في بقاع عديدة من الأرض.
وفي هذا الإطار، شدّد رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني على ضرورة أن يستثار ويتحرك الرأي العام تجاه المجزرة التي كشفها تحقيق "الغارديان"، محملًا النظام السوري مسؤولية هذه الجريمة.
وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة القطرية الدوحة، أن التحقيق كشف هوية مرتكب الجريمة والفرع الذي ينتمي له، ما يشكل إدانة كبيرة وواضحة ضد النظام السوري.
وشدد عبد الغني أيضًا على ضرورة إدانة النظام السوري تجاه هذه الجريمة، واتخاذ خطوات تصعيدية أكثر لمحاسبته، من خلال تحرك سياسي لحماية المدنيين، خصوصًا عندما يفشل مجلس الأمن في اتخاذ خطوات عملية.
ولفت عبد الغني إلى أن النظام السوري لا يأبه لأي إدانات توجه له، لذلك فهو مستمر في انتهاكاته بحق الشعب السوري، مشددًا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات ليس فقط عن طريق الإدانات، بل عن طريق اتخاذ إجراءات حاسمة ضد النظام بما فيها الإجراءات العسكرية.