تغزو طائرات "كواد كابتر" (Quadcopter) المسيّرة في الآونة الأخيرة سماء قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي، مستهدفة المدنيين الفلسطيينيين والبنى التحتية.
وكان الاحتلال حوّل هذه الطائرة المسيّرة التي أُنتجت للاستخدام بالأساس في أغراض التصوير، إلى سلاح جوي استخباري.
وتتميز مسيّرات "كواد كابتر" من حيث الشكل بأنها رباعية المروحيات وصغيرة الحجم، لا يتجاوز قطرها مترًا واحدًا، وتصميمها يشبه المروحيات، كما أنها سهلة البرمجة، وتسيّر إلكترونيًا عن بعد.
ويتمتع هذا النوع من المسيّرات التي طورتها شركة صناعات عسكرية إسرائيلية بخصائص وميزات تكتيكية مختلفة، وهي ذات مهام متعددة في الجانب الاستخباري، كالرصد والمتابعة وتعقب الأهداف الثابتة والمتحركة. كما أنها مزوّدة بكاميرات ذات جودة عالية مع إضاءة خافتة.
"أدوات تنصت دقيقة جدًا"
وتحتوي مسيّرات "كواد كابتر" على أدوات تنصت دقيقة جدًا، يمكنها القيام بمهام عسكرية إضافية، كإطلاق النار وحمل قنابل، ويمكن تحويلها إلى طائرة مسيّرة انتحارية.
وقد طورها الاحتلال من أجل الحروب في المناطق الحضرية، واستخدامها في قوات المشاة؛ إذ بإمكانها التحليق داخل المباني، وفي الأماكن الضيقة التي يصعب دخول الطائرات أو البشر إليها.
وتتيح تلك الخاصية لجيش الاحتلال رصدًا دقيقًا لتحركات المقاومة الفلسطينية، وتنفيذ عمليات الاغتيال أو على الأقل جمع المعلومات عن المقاومة في غزة، وتحديث بنك أهداف جديد بعد العدوان على القطاع.
اغتيالات عبر "كواد كابتر"
وخلال العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، وثّق ناشطون وصحفيون ومنظمات حقوقية استخدام الاحتلال مسيّرات "كواد كابتر" لاستهداف المدنيين على طول شارع صلاح الدين، وفي تجمعات سكنية ومن على شرفات المنازل.
كما تم توثيق استخدامها قبل يومين في محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، اغتال الاحتلال الإسرائيلي القيادي والمسؤول العسكري الثاني في سرايا القدس بهاء أبو العطا، باستخدام طائرات مسيّرة من طراز "كواد كابتر".
فقد أشارت التحقيقات إلى أن طائرة "كواد كابتر" كانت تحلق فوق منزل أبو العطا وفي محيطه قبل اغتياله.
كما أكد الاحتلال استخدام الطائرة المسيّرة الصغيرة في معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار 2021، مشيرًا إلى تنفيذها عمليات اغتيال، بالإضافة إلى الهجوم على راجمات الصواريخ، والاستمرار في عمليات الرصد.