أدلى حفار قبور بشهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، فروى فظائع ارتكبتها قوات النظام السوري وشاهدها بأم العين.
قال إنه دفن أطفالًا قضوا تحت آلات التعذيب، وإن ثلاث شاحنات كانت تأتي إليه كل أسبوع بمئات الجثث المكدسة، تراوحت أعدادها بين 300 إلى 600 جثة، ومصدرها فروع الأمن والمستشفيات العسكرية.
وحفار القبور كان موظفًا مدنيًا، وشاهد العيان الذي دفن وشاهد آلافًا من جثث المعتقلين والمعذبين في سجون النظام السوري تُدفن في أماكن سرية.
“دفنت أماً كانت تحضن رضيعها وشاهدت رجلاً بين الموتى تدهسه جرافة وهو حي“.. حفار قبور سوري يُدلي بشهادته أمام الكونغرس الأميركي ويُحذّر من أن القبور الجماعية ما تزال تُحفر في #سوريا pic.twitter.com/3o3NLcZ1iR
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) June 9, 2022
وأفاد أن سجن صيدنايا سيئ السمعة، كانت تأتي منه وحده، وبشكل أسبوعي، من 4 إلى 5 سيارات تحمل حوالي 40 جثة من السجناء، الذين أُعدموا في ذلك السجن.
وتحدث حفار القبور أيضًا عن أنه دفن سيدة وابنها الرضيع، لافتًا إلى أن الأم كانت لا تزال ممسكة بصغيرها، بعد أن أُلقيت الجثث في الحفرة لدفنها.
ووصلت الفظائع المرتكبة على يد قوات النظام السوري إلى حد قتل رجل كان يلفظ أنفاسه الأخيرة بين الجثث قبل دفنها، عبر دهسه بإحدى الشاحنات التي يستخدمونها.
"دكتاتور وحشي"
وعلّق السيناتور جيم ريتش على الموضوع، مؤكدًا أن هذا لن ينتهي أبدًا إلى أن يحاسب النظام السوري وداعموه على جرائمهم في سوريا. وأضاف أنه "يجب أن ندين أي جهد للتطبيع مع بشار الأسد، فهو دكتاتور وحشي".
من ناحيتها، قالت الناشطة دارين العبدالله: إن شهادة حفار القبور في الكونغرس لم تكن تتضمن السرد المعروف لدى المستمعين عن طرق التعذيب لدى نظام الأسد، وإنما ماذا يحل بالمعتقل بعد وفاته، حيث التنكيل بالجثث في الرحلة النهائية إلى مثواها الأخير بشكل لا يقل وحشية من التعذيب.
ويشير الطبيب يزن أبو اسماعيل إلى أن شهادة حفار القبور كانت صعبة القراءة، لافتًا إلى أنه لم يستطع إكمالها.
وأردف: هذا مجرد جزء واحد من الرعب المتكرر، الذي يُرتكب ضد المدنيين الأبرياء في سوريا.
أما الناشط خليل مخيمر، فيرى أن ما ورد في شهادة حفار القبور، من جرائم لم يعرفها التاريخ، كافية لإدانة كل دول العالم بالصمت والتواطؤ مع النظام السوري في دفن الآلاف من الأبرياء في مقابر جماعية.
ما هي الخطوة التالية في الكونغرس؟
يؤكد الباحث المتقدم في "المركز العربي" بواشنطن رضوان زيادة، ألا تجاذبات في الملف السوري بين الجمهوريين والديمقراطيين، مشيرًا إلى موقف موحد تقريبًا لإدانة همجية نظام الأسد والوحشية التي يقوم بها.
ويلفت في حديثه إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن حفّار القبور كان قد أدلى بشهادته الأولى في محكمة غوبلس الألمانية، التي كانت أطول بكثير هناك، وصدمت الكثير من السوريين لشدتها ووقعها، ولكونه شاهد عيان لما جرى بشكل يومي.
ويشير إلى أن استدعاءه إلى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي ربما هو تمهيد لإصدار تشريع آخر يشبه قانون قيصر، الذي أُطلق على اسم قيصر، الذي سرّب 55 ألف صورة عن المعتقلين داخل السجون السورية.
وعليه، يرى زيادة أن الخطوة التالية ربما تكون تشريعًا آخر من الكونغرس، يشدد العقوبات على نظام الأسد ويركز تقريبًا على فكرة المحاسبة، ومنع التطبيع معه بأي شكل من الأشكال.
ويقول زيادة: إن على أي شخص أو مؤسسة أو منظمة تفكر بتكذيب شهادة حفار القبور مشاهدة الفيديو الخاص بمجزرة التضامن، معتبرًا أن كل هذه الشهادات تعزز بعضها البعض.