الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

رغم إلغاء "شرطة الأخلاق".. ماذا تعني الإضرابات في إيران؟

رغم إلغاء "شرطة الأخلاق".. ماذا تعني الإضرابات في إيران؟

شارك القصة

نافذة على "العربي" حول تطورات الاحتجاجات في إيران وإعلان الإضراب لمدة ثلاثة أيام (الصورة: غيتي)
توعدت السلطات الإيرانية من أسمتهم بـ"مثيري الشغب" ومعرقلي أعمال المواطنين، في وقت تقترب فيه الاحتجاجات من دخول شهرها الثالث.

أكّدت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إيران انتهاء مهمة "شرطة الأخلاق" بأمر من السلطات القضائية، معلنة اعتزام السلطات إصدار قرار جديد يتعلق بارتداء الحجاب.

ويأتي هذا في الوقت الذي أغلقت فيه عدة محلات تجارية في إيران أبوابها استجابة لإضراب عام لمدة ثلاثة أيام، دعا إليه محتجون ومعارضون في الخارج.

إضرابات وتوعد حكومي

وتوعدت السلطات الإيرانية من أسمتهم بـ"مثيري الشغب" ومعرقلي أعمال المواطنين، في وقت تقترب فيه الاحتجاجات من دخول شهرها الثالث.

وفيما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا للإضراب، توعد القضاء الإيراني بالتعرف على هؤلاء وسيعاقبهم.

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية، إنه لا توجد إشارة إلى أن وضع المرأة في إيران سوف يتحسن بعد إلغاء "شرطة الأخلاق".

وتشهد إيران تظاهرات منذ وفاة الشابة مهسا أميني، عن 22 عامًا بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة للنساء، فيما تصف السلطات هذه الاحتجاجات بأنها "أعمال شغب" وتتهم الغرب بالتحريض عليها.

"ذريعة" للمعارضة

وفي هذا الإطار، يعتبر مختار حداد، رئيس تحرير صحيفة "الوفاق" المحلية، أنّ "شرطة الأخلاق" كانت تعطي الإنذار لمن لا يراعون ارتداء الحجاب، وأنها "في أسوأ الحالات تغرّم المرأة ماليًا على مخالفة ذلك".

ويضيف حداد في حديث إلى "العربي"، من طهران، أن "بعض قادة المعارضة في الخارج يستخدمون حادثة وفاة مهسا أميني كذريعة لاستهداف النظام في إيران، وهذا منشور من قبلهم".

وينفي حداد، "وجود أزمة أمنية كبيرة، بل هناك شريحة لديها مطالبات تتابعها الحكومة"، حسب رأيه.

خطوة تكتيكية

من جهته، يرى مدير برنامج الدراسات الإيرانية بمعهد الشرق الأوسط نبيل العتوم، أن "خطوة إلغاء شرطة الأخلاق هي خطوة تكتيكية"، متحدّثًا عن "لغط كبير حول تطبيق هذه الخطوة على الأرض".

ويلفت العتوم في حديث إلى "العربي" من عمّان، إلى أن "النظام الإيراني بات مرتبكًا ويستشعر خطر ما يجري في إيران وسط وجود 137 بقعة ملتهبة في البلاد وخاصة في المناطق المكتظة".

ويعتبر أن المتظاهرين الإيرانيين يمارسون "سياسة النفس الطويل"، وأنهم لن يعودوا إلى ديارهم بعد حديث النظام عن إصلاحات عبر إطلاق شعار ما يسمى "الأمن أولاً" ومن ثم يكون هناك إصلاحات، حسب قوله.

واستدرك العتوم قائلًا: "هناك محاولة خداع للشارع الإيراني عبر الترويج لوجود خلافات حول مسألة الحجاب بين تيارات في إيران، وذلك في رسالة للمحتجين بأن النظام جاد بالإصلاحات".

ويبيّن العتوم أن إيران تعيش ظروفًا خطيرة، حيث "هناك 40 مليون نسمة تحت خط الفقر، و13 مليون لا يستطيعون تأمين المواد والسلع الأساسية، إضافة إلى 3 ملايين إيراني يسكنون في بيوت الصفيح".

ويشير إلى أنّ "6 من كل مئة ألف يقدمون على الانتحار في هذا البلد بحكم وجود ضغوط اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة نتيجة سياسات النظام، فضلاً عن انهيار العملة المحلية"، حسب قوله.

ويخلص العتوم إلى أنّ "الدول الغربية تريد الدور الوظيفي لإيران، وأنها لا تريد إسقاط النظام إلى حدّ هذه اللحظة"، معتبرًا أنها "لا تدعم الاحتجاجات بل قامت بعدد من الإجراءات التجميلية للوقوف إلى جانب المتظاهرين، بهدف الضغط على طهران في ملفات أخرى".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close