دمرت إسرائيل في شمال قطاع غزة كل مقومات الحياة، حيث لا طعام ولا ماء ولا علاج، كما منعت إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية.
ورغم هذه الظروف الكارثية، فإن مراكز الإيواء تعج بالحركة والحيوية، ما يؤكد صمود الناس وتشبثهم بأرضهم.
وتعمل النساء في أحد مراكز الإيواء بتحضير القليل من الخبز باستخدام فرن يعمل على الحطب والأوراق، أما الرجال فينشغلون بطهي الطعام الذي يندر وجوده في هذه الفترة.
وتقول إحدى السيدات: "أخرجونا من منازلنا وأملاكنا، هذه ليست حياة"، مضيفة أنه "لا يوجد طحين ولا دعم ولا شيء يأتينا".
"الحياة تفتقر أدنى مقومات العيش الكرم"
ولا تقتصر معاناة الناس في شمال القطاع على غياب المواد الغذائية، بل الحياة تفتقر إلى أدنى مقومات العيش الكريم، فالناس تقطن خيامًا لا تكاد تحميهم من الأمطار، والأطفال لا ينامون من شدة البرد.
ويقول أحد المواطنين: "نعيش في البرد والمطر"، مشيرًا إلى أنه لا يوجد نوافذ تحميهم، ولا يملكون ثيابًا.
أما الأطفال فقد دمرت أحلامهم وسرقت منهم طفولتهم ومستقبلهم، وتقول طفلة تعيش في أحد مراكز الإيواء: "افتقدنا كل ما نحبه، صرنا مجرد أطفال. نعيش حروب وليس لنا طفولة".
ومع تزايد الضربات الجوية والمدفعية على المستشفيات في شمال القطاع وفي محيطها، أصبحت جميعها خارج الخدمة بحسب ما أعلنته وزارة الصحة في غزة.
إلا أن الناس ما زالت تقاوم صعوبة الحياة، وكلها أمل بوقف إطلاق النار وعودتهم إلى ديارهم قريبًا.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، خلف حتى السبت 23 ألفًا و843 شهيدًا و60 ألفًا و317 مصابًا، و"دمارًا هائلًا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقًا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.