في اليوم الثامن والتسعين من الحرب على غزة، أعلنت وزارة الصحة في القطاع اليوم الجمعة عن ارتفاع عدد شهداء العدوان العسكري الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 23708 شهداء.
وقالت الوزارة في بيان: "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 23708 شهداء و60005 إصابات منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول".
وأشارت الوزارة إلى "أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 13 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 151 شهيدًا و248 إصابة وهذا ما وصل للمستشفيات فقط خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية".
وأضافت أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن "الاحتلال واصل القصف الجوي والمدفعي على مخيمي البريج والمغازي والأجزاء الجنوبية والغربية في خانيونس، كما قصف بالمدفعية مخيم النصيرات ومنطقة الزوايدة وسط قطاع غزة مما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء وأدى إلى تدمير عشرات المباني والمنازل والبنية التحتية".
وكان مراسل "العربي" في غزة قد أفاد بأنّ قوات الاحتلال تحاول بقصفها المتواصل توسيع منطقة دخولها من المنطقة الجنوبية الشرقية من خانيونس وتسعى للدخول باتجاه الأحياء السكنية الجنوبية من المدينة باتجاه أكثر عمقًا.
رفض إسرائيلي ممنهج
إلى ذلك، أكد مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن السلطات الإسرائيلية تعرقل جهوده لمساعدة الأشخاص الذين بقوا في شمال القطاع.
وقال أندريا دي دومينيكو رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة: "نواجه رفضًا ممنهجًا من الجانب الإسرائيلي لجهودنا للوصول إلى هناك".
وأضاف: "على وجه الخصوص، كان الرفض منهجيًا للغاية فيما يتعلق بالسماح لنا بدعم المستشفيات وهو أمر يصل إلى مستوى من اللاإنسانية، بالنسبة لي، يستعصي على الفهم".
وقال دي دومينيكو إن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لم يُصرَّح له بالعودة إلى جباليا، ولم يُسمح له إلا بإحضار كمية محددة للغاية من الوقود إلى مستشفى الشفاء تكفي لفترة محددة.
وفي تصريحات منفصلة، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن إسرائيل، التي تواجه اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية في لاهاي هذا الأسبوع، أخفقت مرارًا في احترام القانون الإنساني الدولي.
وقالت إليزابيث ثروسيل، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: "لقد سلطنا الضوء مرارًا على إخفاقات إسرائيل المتكررة في احترام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي: التمييز والتناسب واتخاذ الاحتياطات عند تنفيذ الهجمات".
وتابعت: "شددت المفوضة السامية على أن انتهاكات هذه الالتزامات قد تؤدي إلى تحمل المسؤولية عن جرائم الحرب، كما حذرت من مخاطر الجرائم الفظيعة الأخرى".
قصف واسع النطاق
وتزعم إسرائيل أنها لا تمنع المساعدات وتلقي بمسؤولية هذا التعطيل على ما تقول إنه قصور لوجستي لدى الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى.
ويقول مسؤولو إغاثة إن سكان قطاع غزة على وشك المجاعة ويعانون من الأمراض الناجمة عن نقص المياه العذبة والصرف الصحي بسبب القصف واسع النطاق.
ومع عودة دبابات جيش الاحتلال للانتشار في بعض المناطق يكتشف السكان تبعات وآثار القصف. ففي مخيم البريج، حيث تتركز عمليات برية إسرائيلية في وسط قطاع غزة، أظهرت صور نشرها صحافي محلي الدمار الذي لحق باستاد رئيسي هناك.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة في وقت سابق إن ضربة جوية إسرائيلية خلال الليل على حي الصبرة بمدينة غزة أسفرت عن استشهاد ثلاثة وإصابة العشرات. وقالت خدمة الطوارئ المدنية إن النيران الإسرائيلية المكثفة أعاقت جهود الوصول إليهم.
وعقدت محكمة العدل الدولية الجلسة الثانية من جلسات الاستماع في دعوى قضائية رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة وهو ما رفضته إسرائيل ووصفته بأنه "لا أساس له من الصحة".