الجمعة 20 Sep / September 2024

روايات متضاربة حول باخموت.. موسكو تحذّر من مخاطر الاشتباك مع الناتو

روايات متضاربة حول باخموت.. موسكو تحذّر من مخاطر الاشتباك مع الناتو

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول معركة السيطرة على مدنية باخموت بين القوات الأوكرانية والروسية (الصورة: رويترز)
أعلن الجيش الأوكراني أنه يسيطر على أكثر بكثير من 20% من المدينة، معتبرًا أن ادعاء فاغنر استيلاءها على أكثر من 80% من باخموت غير صحيحة.

حذرت روسيا من تزايد مخاطر الاشتباك مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في ظل الخلافات المتفاقمة بين موسكو والغرب حول الحرب المتواصلة في أوكرانيا.

وجاءت التحذيرات الروسية الجديدة فيما قدمت موسكو وكييف روايات متضاربة بشأن السيطرة على مدينة باخموت الإستراتيجية والتي يتواصل القتال فيها منذ أشهر من دون جدوى.

"تضاعف مخاطر التصادم"

وفي مقابلة مع صحيفة "إزفيستيا" الروسية، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن "مخاطر الاشتباك تزداد" مع حلف شمال الأطلسي، لا سيما في منطقة بحر البلطيق التي رأى أنها "تحولت إلى منطقة تنافس عسكري" بفعل جهود حلف "الناتو".

وقال غروشكو، إن زيادة خط التماس بين روسيا وحلف شمال الأطلسي بمقدار 1200 كيلومتر بسبب انضمام فنلندا إلى الحلف "يضاعف من مخاطر التصادم".

وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قد أكد أن توسع حلف شمال الأطلسي يجبر موسكو على اتخاذ إجراءات لضمان أمنها الخاص.

تضارب حول باخموت

وبشأن التطورات الميدانية، فقد قدمت أوكرانيا وروسيا روايات متضاربة بشأن مدى سيطرة قوات الكرملين على مدينة باخموت، التي تمثل منذ أشهر النقطة المحورية في محاولة موسكو التقدم في شرق أوكرانيا.

وأمس الأربعاء، أعلن الجيش الأوكراني أنه يسيطر على أكثر "بكثير" من 20% من المدينة، معتبرًا أن ادعاء يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة المرتزقة (فاغنر) أن مقاتليه استولوا على أكثر من 80% من باخموت غير صحيحة.

وردت وزارة الدفاع الروسية قائلة: إن قوات فاغنر استولت على ثلاثة مربعات سكنية في المدينة. وأضافت أن القوات الروسية قصفت قوات احتياط في الجيش الأوكراني قامت بمحاولة للتقدم.

ورفض سيرهي تشيرفاتي، المتحدث باسم القيادة العسكرية الشرقية لأوكرانيا، في تصريح لرويترز صحة ما قاله بريغوجين مؤخرًا عن الاستيلاء على 80% من المدينة.

وقال: "اتصلت توًا بقائد أحد الألوية التي تتولى الدفاع عن المدينة. ويمكنني أن أقول بثقة إن القوات الدفاعية الأوكرانية تسيطر على نسبة أكبر بكثير من أراضي باخموت".

وأضاف تشيرفاتي: "يريد بريغوجين على الأقل إظهار نوع من الانتصار في المدينة، التي يحاولون الاستيلاء عليها منذ تسعة أشهر متتالية، وهذا هو السبب في إدلائه بهذه التصريحات".

وظلت القوات الأوكرانية صامدة منذ أشهر في باخموت، حيث أسفر القتال الأعنف خلال الهجوم الروسي الشامل عن مقتل آلاف الجنود.

وأكد بريغوجين يوم الثلاثاء أن قواته سيطرت على معظم أنحاء باخموت بما في ذلك المركز الإداري ومصانع ومستودعات ومباني البلدية.

صد هجمات روسية

من جهتها، أفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن المحاولات الروسية للسيطرة على المدينة لم تتوقف، حيث صدت القوات الأوكرانية قرابة 18 هجومًا.

وأضافت أن القوات الروسية حاولت من دون جدوى التقدم إلى قريتين في الشمال الغربي.

وقال تقرير لهيئة الأركان العامة إن القوات الأوكرانية صدت أيضا 14 هجوماً على بلدة مارينكا الواقعة أبعد باتجاه الجنوب بالقرب من مدينة أفدييفكا.

بدوره، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجهود القوات المدافعة عن باخموت ومناطق أخرى في الشرق، لكنه لم يشر بالتحديد إلى الوضع في المدينة.

وفي كلمة ألقاها أمام اجتماع لمؤسسات مالية دولية تعهدت بالحفاظ على الاستقرار المالي لكييف، دعا زيلينسكي إلى تقديم مساعدة أسرع بهدف إعادة إعمار البلاد واستعادة الحياة الطبيعية بعد الهجوم الروسي.

وقال في خطابه الليلي المصور بعد الاجتماع: "لن يكون هناك خراب في أوكرانيا. هذا هو هدفنا. سيكون ذلك دليلاً ملموسًا على الهزيمة الكاملة للدولة الإرهابية".

وتشهد باخموت التي كان يسكنها نحو 70 ألف نسمة قبل النزاع معارك شرسة منذ أشهر. ونظرًا إلى طول المعركة والخسائر الكبيرة التي تكبدها الطرفان، باتت المدينة رمزًا للمواجهة بين الروس والأوكرانيين للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية.

وتقدمت القوات الروسية في الأشهر الأخيرة باتجاه شمال المدينة وجنوبها قاطعة طريق الإمدادات الأوكرانية ومسيطرة على الجزء الشرقي منها.

وفي 20 مارس/ آذار، أكد يفغيني بريغوجين أن فاغنر تسيطر على 70% من باخموت.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - رويترز
Close