الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

روبوت ينتحل شخصية بايدن.. مخاوف من التضليل في الانتخابات الأميركية

روبوت ينتحل شخصية بايدن.. مخاوف من التضليل في الانتخابات الأميركية

شارك القصة

   المقاطع الصوتية المزيفة المستخدمة لانتحال هويات شخصيات معروفة أو سياسيين حول العالم تعد الأكثر إثارة للقلق - الأناضول
المقاطع الصوتية المزيفة المستخدمة لانتحال هويات شخصيات معروفة أو سياسيين حول العالم تعد الأكثر إثارة للقلق - الأناضول
أثارت الرسالة الصوتية التي قلدت صوت بايدن مطالبات من الناشطين بتشديد القيود على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي أو حظر الاتصالات بواسطة الروبوتات تمامًا.

يواجه السباق للفوز بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة هذا العام خطر التعرّض لسيل من المعلومات المضللة التي يقف خلفها الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد حادثة اتصال بصوت روبوت انتحل شخصية الرئيس جو بايدن والتي أثارت القلق خصوصًا حيال تسجيلات صوتية مزيّفة محتملة.

وجاء في الرسالة الصوتية الهاتفية التي قلّدت صوت بايدن "يا له من كلام فارغ"، في ترديد لإحدى عباراته المعروفة.

وحضّ الاتصال بواسطة الروبوت سكان نيوهامبشر على عدم التصويت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي الشهر الماضي ما دفع سلطات الولاية لفتح تحقيق في قمع الناخبين. كما أثار مطالبات من الناشطين بتشديد القيود على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي أو حظر الاتصالات بواسطة الروبوتات تمامًا.

مخاوف من تطبيقات الذكاء الاصطناعي

ويخشى الباحثون المتخصصون في التضليل من انتشار سوء استخدام التطبيقات التي تستند إلى الذكاء الاصطناعي في عام انتخابات حاسمة بفضل انتشار أدوات استنساخ الأصوات زهيدة الثمن والتي يسهل استخدامها ويصعب تعقّبها.

وفي السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "بندروب" للأمن الإلكتروني فيجاي بالاسوبراماتيان: "هذا بالتأكيد رأس جبل الجليد".

وأضاف بالاسوبراماتيان: "يمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من عمليات التزييف العميق على مدى دورة الانتخابات هذه".

وأفاد تحليل مفصّل نشرته "بندروب" بأن نظام تحويل النص إلى كلام الذي طوّرته شركة "إيليفن لابز" الناشئة لاستنساخ الأصوات استُخدم لإتمام الاتصال بواسطة الروبوت بصوت بايدن.

وتأتي الفضيحة في وقت يسخّر ناشطون من الحزبين أدوات الذكاء الاصطناعي من أجل إيصال رسالة فعالة خلال الحملات الانتخابية، بينما يضخّ المستثمرون في مجال التكنولوجيا ملايين الدولارات في شركات استنساخ الأصوات الناشئة.

ورفض بالاسوبراماتيان القول إن كانت "بندروب" شاركت استنتاجاتها مع "إيليفن لابز" التي أعلنت الشهر الماضي عن حزم تمويل من المستثمرين قدّرت قيمة الشركة بـ1,1 مليار دولار، بحسب "بلومبرغ".

"التزييف السياسي العميق"

وتقول توجيهات السلامة التابعة للشركة، إنه يسمح للمستخدمين توليد نسخ لأصوات شخصيات سياسية على غرار دونالد ترمب من دون إذنهم إذا كانت "للتعبير عن الفكاهة أو السخرية" بطريقة "توضح للمستمع بأنه ما يسمعه هو محاكاة ساخرة وليس محتوى أصليًا".

وتفكّر الجهات الناظمة في الولايات المتحدة بجعل الاتصالات بواسطة الروبوتات التي يولدها الذكاء الاصطناعي مخالفة للقانون، وهي مساع أعطاها اتصال بايدن الزائف زخمًا جديدًا.

وقال رئيس مجموعة "بابليك سيتيزن" الناشطة روبرت وايزمان: "وصلت لحظة التزييف العميق السياسي".

وأضاف وايزمان: "على صانعي السياسات المسارعة لفرض إجراءات حماية وإلا فنواجه فوضى انتخابية. تذكر حالة التزييف العميق في نيوهامبشر بالطرق العديدة التي يمكن للتزييف العميق من خلالها إحداث إرباك".

ويخشى باحثون من تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي التي تُنتج تسجيلات مصورة ونصوصًا تبدو حقيقية إلى الحد الذي يصعّب على الناخبين التفريق بين الحقيقة والخيال، ما يقوّض الثقة في العملية الانتخابية.

لكن المقاطع الصوتية المزيفة المستخدمة لانتحال هويات شخصيات معروفة أو سياسيين حول العالم تعد الأكثر إثارة للقلق.

"المقاطع الصوتية الأكثر خطورة"

وقال محلل السياسات البارز في "مركز الديمقراطية والتكنولوجيا" تيم هاربر: "من بين جميع الوسائل (فيديو أو صور أو مقاطع صوتية) التي يمكن للذكاء الاصطناعي استخدامها لقمع الناخبين، فإن المقاطع الصوتية هي الأكثر خطورة".

ولفت هاربر إلى أنه "من السهل استنساخ صوت بواسطة الذكاء الاصطناعي ومن الصعب التعرّف عليه".

وتعقّد سهولة صناعة ونشر محتوى صوتي مزيّف مشهدًا سياسيًا يعاني أساسًا من الاستقطاب الشديد، ما يقوّض الثقة في الإعلام ويمكن أي شخص من زعم أن الأدلة المبنية على حقائق "هي مفبركة"، وفق ما قال وسيم خالد الرئيس التنفيذي لـ"بلاكبرد أيه آي".

وتسود هذه المخاوف في وقت تنتشر أدوات الذكاء الاصطناعي الصوتية بسرعة أكبر من البرامج المخصصة لرصدها.

وكشفت شركة "بايت دانس" الصينية المالكة لمنصة "تيك توك" واسعة الانتشار مؤخرًا عن "ستريم فويس"، وهي أداة ذكاء اصطناعي تحوّل بالوقت الحقيقي صوت المستخدم إلى أي بديل آخر.

وأفاد بالاسوبراماتيان بأنه "على الرغم من أن المهاجمين استخدموا إيليفن لابز هذه المرة، يرجّح بأن يكون نظام ذكاء اصطناعي توليدي آخر في الهجمات المستقبلية".

وتابع "من الضروري بأن يكون هناك ما يكفي من الضمانات المتاحة في هذه الأدوات".

وأوصى بالاسوبراماتيان وغيره من الباحثين بإدخال دمغات صوتية أو تواقيع رقمية على هذه الأدوات من أجل الحماية ووضع قواعد تجعلها متاحة للمستخدمين الذين يتم التحقق منهم فحسب.

والشهر الماضي، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من أن الديمقراطية والحريات الفردية في الولايات المتحدة "على المحك"، بعد فوز سلفه دونالد ترمب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية نيوهامبشير.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close