الجمعة 6 Sep / September 2024

روسيا تتمسك بموقفها من إدخال مساعدات إلى شمال سوريا.. ما دلالات ذلك؟

روسيا تتمسك بموقفها من إدخال مساعدات إلى شمال سوريا.. ما دلالات ذلك؟

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول إصرار روسيا على رفض عبور المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري إلا عبر النظام (الصورة: غيتي)
رأت روسيا أن آلية مرور المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لن تناقش مجددًا، "لأن الأمم المتحدة ستتمكن من الآن فصاعدًا من إدخالها بالتنسيق مع النظام".

جددت روسيا تأكيدها على تمسكها بإنهاء آلية مرور المساعدات عبر الحدود إلى سوريا.

وفي اجتماع عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث إجراء الفيتو على قرار تجديد الآلية، قال نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي: إن هذه المسألة لن تبحث مجددًا، لأن الأمم المتحدة ستتمكن من الآن فصاعدًا من إدخال المساعدات بالتنسيق مع النظام السوري.

وأضاف بوليانسكي، "لدينا ما يكفي الآن لنعتقد أننا لن نجتمع مرة أخرى لبحث هذا الأمر، لأن كل عمليات الأمم المتحدة عبر الحدود لن تجري بناء على تفويض ممنوح من مجلس الأمن، بل وفق القواعد الواجب اتباعها بموجب قرارات الجمعية القاضية بأن تجري العمليات عبر الحدود بالتنسيق مع الحكومة السورية".

في المقابل، كررت دول غربية إدانة الفيتو الروسي، وأجمعت في مداخلات مندوبيها في الجلسة على ضرورة العودة إلى آلية المساعدات عبر الحدود باعتبارها أهم شريان لدخول المساعدات إلى الشمال الغربي لسوريا.

وقال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة جيفري دولارينتس: "لقد عرقلت روسيا المساعدات عبر معبر باب الهوى"، مضيفًا أن إحدى أكثر عمليات الأمم المتحدة تعقيدًا وانتشارًا باتت الآن مجمدة.

وتابع: "لقد أعربنا عن تضامننا مع معدي مشروع القرار البرازيل وسويسرا على جهودهما الدؤوبة للتوصل إلى تسوية".

وفي 11 يوليو/ تموز الجاري، فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على تمديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، وذلك غداة انتهاء مفاعيل هذه الآلية التي تتيح إيصال مساعدات حيوية لملايين القاطنين في مناطق تقع خارج عن سيطرة النظام.

واقترحت سويسرا والبرازيل، المكلفتان هذا الملف في مجلس الأمن، تمديد الآلية لمدة 12 شهرًا.

وفي مواجهة معارضة روسيا التي أصرت على تمديدها لستة أشهر فقط، طُرح على التصويت في 11 يوليو مقترح معدّل يقضي بتمديد الآلية لمدة تسعة أشهر.

لكنّ روسيا استخدمت حقّ النقض (الفيتو) لإحباط مشروع القرار المعدّل الذي حصل على موافقة 13 عضوًا فيما امتنعت الصين عن التصويت عليه.

ما دلالات الموقف الروسي؟

وبشأن موقف روسيا المتشدد حيال مسألة إدخال المساعدات إلى الشمال السوري، يرى الباحث والكاتب الصحافي السوري أحمد مظهر، أن "السياسات الروسية بشأن لجم أي قرار أممي يصدر عن مجلس الأمن حيال تمديد إدخال المساعدات الإنسانية، هي استمرار للسياسات السابقة التي كانت دائمًا تحاول لي عنق الحقيقة، وبالتالي تحويل الأمور باتجاه النظام السوري، ليكون هو الذي يتحكم في كل ما يجري على الأرض".

وفي حديث إلى "العربي" من غازي عنتاب، يضيف مظهر أن النظام السوري لا يهتم في إيصال أي مساعدات غذائية للشمال السوري، وأن هذه مسألة خارجة عن سياق تفكيره السياسي.

ويعرب عن اعتقاده أن ما يجري اليوم في الأمم المتحدة سواء أكان من الجمعية العامة أو قبل ذلك في مجلس الأمن هو عبارة عن مماحكات ومناكفات بين الغرب من جهة وروسيا من جهة أخرى، وهو انعكاس لما يجري على الأرض في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن السياسات الروسية اليوم تحاول إعاقة أي قرار أممي.

ويلفت إلى أن الحديث يدور اليوم عن أن النظام السوري لوحده وعن طريقه هو القادر على السماح بإدخال المساعدات، مشيرًا إلى أن هذا الأمر مسألة تدعو للشك والريبة، وكأنه لا يراد إدخال هذه المساعدات، ويراد تجويع الشمال السوري.

وينبه مظهر من أن استمرار منع إدخال المساعدات يعني موت الناس، معربًا عن اعتقاده أن هناك حلولًا وبدائل أخرى، وأن الأمم المتحدة تتحرك باتجاهها، وأن بعض الدول تدعم ذلك.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close