الأحد 8 Sep / September 2024

بعد فيتو روسيا.. تحكم النظام بالمساعدات يثير مخاوف الشمال السوري

بعد فيتو روسيا.. تحكم النظام بالمساعدات يثير مخاوف الشمال السوري

شارك القصة

متابعة سابقة في "العربي اليوم" للفيتو الروسي ضد تمديد آلية إدخال المساعدات إلى الشمال السوري (الصورة: الأناضول)
لم يوافق المجلس يوم الإثنين الماضي على إرسال المساعدات، إذ واجهت الدول الأعضاء صعوبة في إقناع روسيا بتمديد عملية إرسال المساعدات لأكثر من ستة أشهر.

يخشى سوريون فروا من حكم النظام السوري من أن يتمكن هذا الأخير قريبًا من منع المساعدات التي يحتاجون إليها بشدة، حيث يتحرك النظام لفرض سيطرته على عمليات دخول مساعدات الأمم المتحدة إلى شمال غربي سوريا التي تسيطر عليها المعارضة.

وجاء ذلك عقب استخدام روسيا حليفة رئيس النظام بشار الأسد حق النقض (الفيتو) داخل مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع لمنع تمديد تفويض مجلس الأمن الخاص بتوصيل المساعدات.

مخاوف من تعقيدات ضخمة

وحتى الآن يمهد الفيتو الروسي الطريق أمام النظام السوري للموافقة على دخول المساعدات بشروطه الخاصة، إذا ما لم يعاد تمديد دخول المساعدات عبر معبر باب الهوى شمال إدلب على الحدود التركية كما هو معتاد.

وقال موظفو المساعدات: إن مستقبل واحدة من أكبر العمليات الإنسانية في العالم محاط بالشكوك، إذ تثير مطالبات النظام السوري "بالتعاون والتنسيق الكاملين مع الحكومة السورية" مخاوف من تعقيدات ضخمة تعطل عملهم.

وتدفق سوريون على شمال غرب البلاد من جميع أنحاء سوريا بعدما استعاد النظام السوري، بدعم من روسيا وإيران، الأراضي التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

ويعيش في شمال غرب البلاد 4.5 مليون شخص، وتقول الأمم المتحدة إن نحو مليوني شخص يعيشون في مخيمات.

ولطالما نسقت منظمات غير حكومية ودول بمفردها إرسال قوافل مساعدات من طرف واحد إلى الشمال الغربي. لكن منظمات الأمم المتحدة لن تجتاز المعبر من دون موافقة النظام السوري أو مجلس الأمن.

ولم يوافق المجلس يوم الإثنين الماضي على إرسال المساعدات، إذ واجهت الدول الأعضاء صعوبة في إقناع روسيا بتمديد عملية إرسال المساعدات لأكثر من ستة أشهر.

عندئذ أبدى النظام السوري موافقته على استمرار دخول المساعدات من تركيا من خلال معبر باب الهوى لستة أشهر، ولطالما رفض النظام العملية بوصفها انتهاكًا لسيادته، قائلًا: إن المساعدات ينبغي توصيلها من داخل سوريا.

ويشكل هذا أحدث حلقة في سلسلة من التطورات التي صبت في مصلحة النظام السوري على الساحة الدولية، بعد عودته لجامعة الدول العربية قبل شهرين.

ويُنظر إلى هذا التحرك على أنه يتيح للنظام مصدرًا محتملًا للنفوذ مع دول الغرب التي تمول المساعدات إلى حد كبير ويمنحه أداة لممارسة الضغوط على منطقة المعارضة.

"السيناريو الأسوأ"

قال عبد السلام ضيف، كبير المستشارين الإستراتيجيين في منظمة سوريا للإغاثة والتنمية التي مقرها الولايات المتحدة: "هذا هو السيناريو الأسوأ".

وأضاف: "إذا أصبح هذا في يد النظام، فعندئذ قد يكون للنظام أن يوقفه في أي وقت. إنه يحاول محو كل ما تم بناؤه على مدى السنوات العشر الماضية والاستيلاء عليه".

وكان النظام السوري بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أعلن فيه قراره، أنه يريد تحسين "الظروف الإنسانية والمعيشية لجميع السوريين" وتسهيل وصول المساعدات.

كما نصت الرسالة على منع موظفي الأمم المتحدة من الاتصال مع "المنظمات والجماعات والكيانات الإدارية غير الشرعية التابعة لها"، حسب قوله.

وفي السياق، قالت شيرين إبراهيم، مديرة منظمة كير في تركيا التي تعمل على توصيل المساعدات عبر الحدود: "استنادًا إلى الأمثلة السابقة... نحن قلقون من كيفية تأويل هذا".

وأضافت: "نشعر بقلق عميق إزاء تداعيات عدم تجديد آلية المساعدة عبر الحدود"، وأن التأثير الكامل سيتبين في الأسابيع المقبلة.

وقالت رسالة النظام إلى الأمم المتحدة: إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري سيُسمح لهما بتوزيع المساعدات في شمال غرب البلاد.

وقالت المستشارة الإعلامية للجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا موسان لوكالة "رويترز": إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا تقدم مساعدات عبر الحدود في سوريا برعاية الأمم المتحدة، لكنها "مستعدة لتقديم الدعم بطرق في حدود قدراتنا وبالتنسيق مع جميع الجهات الفاعلة على الأرض".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - رويترز
Close