الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

زيارة مرتقبة للسوداني إلى طهران.. هل يحلّ العراق هواجس إيران الحدودية؟

زيارة مرتقبة للسوداني إلى طهران.. هل يحلّ العراق هواجس إيران الحدودية؟

شارك القصة

Mangomolo Video
ناقشت الحلقة مآلات التصعيد العسكري في شمال العراق بعد هجمات للحرس الثوري استهدفت مواقع المعارضة الكردية الإيرانية في إقليم كردستان وبدء تركيا عمليات عسكرية تستهدف المقاتلين الأكراد، وتساءلت الحلقة عن قدرة الاتفاق الأمني المرتقب بين بغداد وطهران على وقف الهجمات الإيرانية وتجنب خروج الأوضاع عن السيطرة، وعن خيارات الحكومة العراقية للتعامل مع العملية العسكرية التركية.
بعد أيام من إعلان الحرس الثوري حشد قواته على الحدود مع العراق، وقبيل زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء العراقي إلى إيران، هل تنجح بغداد في سحب فتيل الأزمة؟

بهدف إبعاد احتمالية التدخل البري الإيراني ضد الجماعات الكردية المناهضة لطهران والناشطة داخل العراق، كشفت مصادر سياسية عراقية عن تفاهمات أبرمت بين بغداد وأربيل في هذا الصدد.

ووفق عضو بارز في البرلمان العراقي، تشمل التفاهمات نقاط عدة، أبرزها تشكيل وحدات مشتركة بين الجيش العراقي وحرس الحدود وقوات البيشمركة، ونشرها على الحدود مع إيران في أقرب وقت، مع إنشاء عشرات نقاط المراقبة الحدودية.

الاتفاق يتضمن أيضًا، وفق عضو البرلمان، وقف أي دعم كردي حكومي أو حزبي في الإقليم، لجماعات الأحزاب الإيرانية المعارضة.

إحراج لحكومة السوداني؟

بنود الاتفاق سيحملها رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني إلى طهران خلال زيارة سيجريها غدًا على رأس وفد وزاري وأمني تلبية لدعوة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وفق إعلان للخارجية الإيرانية.

طهران استبقت زيارة السوداني بالترحيب بقرار الحكومة العراقية إرسال قوات إلى المنطقة الحدودية مع منطقة إقليم كردستان العراق.

وأبدت الخارجية على لسان الناطق باسمها ناصر كنعاني استعدادها لتقديم أي مساعدة فنية يحتاجها العراق في هذا الصدد.

هذه التطورات جاءت بعد أيام من شن الحرس الثوري الإيراني سلسلة هجمات ضد مواقع مختلفة تحوي جماعات كردية معارضة لإيران، وتتزامن مع ضربات تركية ضد مسلحين أكراد شمالي سوريا والعراق.

لكن الضربات الإيرانية والتركية في العراق باتت تحرج حكومة السوداني التي وضعت السيادة واستعادة الدولة عنوانًا لبرنامجها السياسي.

اتفاق بين بغداد وأربيل

في هذا السياق، يرى الكاتب الصحافي إياد الدليمي أن "السوداني يترأس حكومة أزمات داخلية وخارجية، وهي معنية بمحاولة درء أي أزمة جديدة فد تطرأ مع الجيران، وتحديدًا إيران".

ويعتبر الدليمي، في حديث إلى "العربي" من لوسيل، أنه "في كل مرة تقوم طهران بعمليات عسكرية ضد ما تقول إنها أهداف مشروعة عبر استهداف مواقع لأحزاب كردية إيرانية، لا تقدم أي دليل لادعاءاتها".

ويشير الدليمي إلى أن "طهران هذه المرة تحاول تصدير أزماتها الداخلية، في ظل المظاهرات التي تعيشها البلاد بسبب التظاهرات المستمرة".

ويلفت إلى أن "السوداني يحمل خطة عراقية متفق عليها مع أربيل، لمواجهة المخطط الإيراني بتنفيذ عملية برية".

علاقات أربيل مع أنقرة وطهران

من جهته، يعتبر الكاتب السياسي كفاح محمود أن "رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني طرح خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد خارطة طريق لحل الإشكالية المشتركة".

ويشير محمود، في حديث إلى "العربي" من أربيل، إلى أن "القصفين الإيراني والتركي لم ينطلقا هذا الأسبوع، بل هذا الوضع مستمر منذ سنوات".

ويقول: "الإقليم يتمتع بعلاقات ممتازة مع أنقرة وطهران، وبالتالي هناك من يريد تصدير الأزمات في تركيا وإيران إلى داخل كردستان".

ويضيف: "لا أنفي وجود منظمات سياسية، والجميع يعرف أننا كنا في قتال مع حزب العمال الكردستاني لسنوات".

ويتابع قائلًا: "التفاهم بعد زيارة برزاني إلى بغداد واضح جدًا حول تشكيل ألوية مشتركة وتفعيلها بأسلحة، ما يعطي رسالة طيبة للادعاءات الإيرانية".

تنسيق إيراني عراقي

بدوره يرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران حسن الصفار أن "التنسيق الإيراني العراقي هو اليوم في أعلى مستوى له، بهدف محاربة الأحزاب المعارضة لإيران وتركيا".

ويشير الصفار، في حديث إلى "العربي" من بغداد، إلى أن "العلاقات بين طهران وبغداد بعد تشكيل الحكومة الجديدة باتت أفضل".

ويقول: "إيران تريد السيطرة على حدودها، لذا شحنت عددًا كبيرًا من العسكريين لمنع أي تجاوز حدودي من قبل الأحزاب الكردية المعارضة".

ويضيف: "الكثير من الأسلحة في المناطق الوعرة تمر عبر الحدود، وهذا الموضوع يؤدي إلى أزمات في الداخل الإيراني، وهو ما تحاول طهران حلّه".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close