أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتصالًا هاتفيًا، أمس الأحد، مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وشكره على المساعدة "غير المسبوقة" التي قدمتها واشنطن لأوكرانيا منذ بداية الهجوم الروسي في فبراير/ شباط، وفق ما أعلن.
وقال زيلينسكي على تلغرام: "شكرته على المساعدة الدفاعية والمالية غير المسبوقة التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا. فهذا لا يساهم فقط في الانتصار في ساحة القتال، ولكنه يدعم أيضا استقرار الاقتصاد الأوكراني. ونحن نقدر أيضًا المساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة لإعادة نظام الطاقة في أوكرانيا".
ولحقت أضرار بشبكة الكهرباء الأوكرانية منذ أكتوبر/ تشرين الأول، جراء هجمات روسية متكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة مما أدى في بعض الأحيان إلى قطع الكهرباء عن ملايين المدنيين في الشتاء.
ويحتدم الصراع ميدانيًا في مدينة ميليتوبول، حيث قالت السلطات المدنية المعينة من قبل روسيا إن هجومًا أوكرانيًا أدى إلى مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين، في المدينة الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا، والتي تُعدّ مركزًا صناعيًا ومركز نقلٍ رئيسي احتلتها روسيا منذ مارس/ آذار.
"أقوى وسائل التدمير"
وفي وقت يحذّر فيه الغرب من إعادة تسليح روسيا لنفسها في ظل تجميد الحل الدبلوماسي عقب حرب أوكرانيا، أكد الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن دميتري مدفيديف، أمس الأحد، أن بلاده تكثف إنتاج "أقوى وسائل التدمير" على أساس "مبادئ جديدة"، ملوحًا باستخدامها ضد الغرب.
من جهته، رأى أندريه مورتازين، الباحث السياسي والإستراتيجي، في حديث إلى العربي من موسكو، أن كلام مدفيديف لا يعني ضربة استباقية نووية كما يفسر الغرب، وهو كرر ما قاله الرئيس بوتين عن أسلحة "فيزيائية جديدة" عام 2018، وقد كان يقصد في هذا الكلام الصواريخ فرط الصوتية.
باب التواصل
من جهة أخرى، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس الأحد، إن "العلاقة بين روسيا والغرب بلغت مرحلة المواجهة، وإنه يجب التعايش مع مثل هذه الظروف"، وفق تعبيره.
واعتبر مصطفى العمار، خبير الأمن الدولي، في مداخلة له مع "العربي" من برلين، أن الغرب لم يغلق الباب نهائيًا على التواصل مع روسيا، سواء بالاتصالات التي قام بها سابقًا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أو المستشار الألماني أولاف شولتس.
وكان شولتس قد أعلن يوم السبت أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصمم على احتلال أجزاء من أوكرانيا، ولا يظهر أي حدود لوحشيته، لكن لا يزال من المهم إبقاء قنوات الاتصالات معه مفتوحة لتحيُّن لحظة إنهاء الحرب".
وذكر العمار بالدور التركي الذي يمكن أن يكون وسيطًا بين الطرفين، لا سيما أنها عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهي أبقت على علاقة مميزة مع الكرملين، ودول الخليج العربي التي ساهمت بعملية تبادل أسرى بين أوكرانيا وروسيا، وفق العمار.
قتال بالإنابة
أما حول تصريح شولتس، فرأى العمار أن ألمانيا تدعم أوكرانيا "انطلاقًا من الواجب الأخلاقي والإنساني، فكييف تدافع عن أوروبا بالنيابة".
وكان بيسكوف قد أكد أمس الأحد، أن تجاهل مخاوف بلاده بشأن اتفاقيات سلام بين كييف وانفصاليين تدعمهم موسكو كانت مقدمة لشن روسيا ما تسميه عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.
وردًا على سؤال من صحافي عما إذا كانت روسيا تدرك أنه تم "خداعها" في اتفاقيات مينسك، قال بيسكوف: "بمرور الوقت، بالطبع، أصبح الأمر جليًا".