تغنى الغرب الجزائري بالثورة والحرية وحب الوطن، وتغنى بقصائد وموسيقى كلاسيكية تقترب من الطربية اصطلح عليها بالأغنية الوهرانية، في فترة كانت تمهيدًا حقيقيًا لإعادة إحياء أغنية الراي التراثية.
وتقول الفنانة الجزائرية سعاد بوعلي: إن "الراويين أعجبتهم النغمة التي كانت يتغنى بها الوهرانيون، وسميت بالأغنية الوهرانية إلى أن تطورت، ولكن الراي تناول مشاكل الشباب الذين فجروا بكلماتهم الواقع المعيشي".
ولم يكن الراي إلا انعكاسًا لحياة المجتمع، بكلمات بسيطة شعبية وموسيقى مختلفة عن الكلاسيكية التي تعودت عليها الأذن، إضافة لتوزيع موسيقي سلس حاكى مشكلات المجتمع وطموحاته وإرهاصاته لتكون الانطلاقة الحقيقية لأغنية الراي عالميًا من خلال الفنان الجزائري الشاب خالد في السبعينات.
وتحتفل وهران بموسيقى الراي في مهرجان وطني تحتضنه الولاية سنويًا، وتحضره الجماهير من جميع أنحاء البلاد، هدفه الحفاظ على موروث وطني، سجل بوصفه تراثًا جزائريًا غير مادي من قبل منظمة اليونيسكو هذا العام.
وفي المسرح الذي يحمل اسم الفنان الراحل حسني شقرون، يلتف عشاق الراي من وهران ومن خارجها، ويتذوقون لونًا موسيقيًا، لطالما عبر عن هواجسهم وحاكى واقعهم، فكان رفيقًا ليومياتهم، حسب مراسلة "العربي".
