تمضي آلة الحرب الإسرائيلية في عدوانها على قطاع غزة لليوم الثالث عشر، رافعة عدد الضحايا إلى نحو 3800 شهيد، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، وتواصلت المظاهرات في دول العالم تنديدًا بعدوان الاحتلال.
فمن جباليا إلى رفح وبيت لاهيا، ارتكب الاحتلال مزيدًا من المجازر بحق المدنيين. وكذلك خانيونس التي لجأ إليها نازحون اضطروا إلى ترك منازلهم قسرًا في شمال القطاع، سقط فيها عشرات الشهداء.
من ناحيتها، كتائب القسام التي أطلقت رشقات صاروخية باتجاه المستوطنات اليوم الخميس، أكد الناطق الرسمي باسمها أبو عبيدة، أنّ المقاومة مستعدة لمعركة طويلة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وطمأن أبو عبيدة الشعب الفلسطيني بأن "المقاومة ما زالت تتحكم في مجريات الميدان وتعرف متى تضرب".
أما في لبنان الذي تشهد حدوده الجنوبية توترًا شديدًا توازيًا مع التطورات في قطاع غزة، فقد أعلن حزب الله أن عناصره هاجموا مواقع لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة المباشرة والمناسبة. وأضاف الحزب أنه تمت إصابة المواقع إصابة دقيقة وتدمير كمية من تجهيزاتها الفنية والتقنية.
في المقابل، قصفت إسرائيل أطراف بلدات لبنانية جنوبية بينها ميس الجبل.
تفاقم معاناة الغزيين
في غضون ذلك، وبينما لا يزال معبر رفح مغلقًا، تواصل إسرائيل سياسة قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن قطاع غزة، ما يفاقم من معاناة الغزيين الذين يرزحون تحت النار والحصار.
وقد أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، أنّ هذه المرحلة لن تشهد إدخال مساعدات إلى قطاع غزة.
أما في الضفة الغربية المحتلة، التي شهدت مواجهات مع قوات الاحتلال في بدرس برام الله ومخيم الدهيشة ببيت لحم وطولكرم، فقد استشهد فيها عدد من الشبان.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، ارتقى 74 شهيدًا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، آخرهم ستة شهداء في مخيم نور شمس بطولكرم، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 1300 جريح.
كما أشار نادي الأسير إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 120 فلسطينيًا في الضفة منذ فجر الخميس.
غارات مستمرة وارتفاع أعداد الشهداء
بالعودة إلى التطورات في قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أنّ أكثر من 3785 شهيدًا ارتقوا في القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي، بينما أُصيب أكثر من 12 ألف جريح.
بدورها، ذكرت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة أن 18 فلسطينيًا استشهدوا جراء سلسلة غارات جوية إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع.
وفي خانيونس التي أقامت فيها الأونروا مخيمًا هو "الأول من نوعه" لإيواء النازحين جراء القصف الإسرائيلي، أفاد الصحفي أحمد البطة من غزة بأن الموت يلاحق النازحين من المناطق الشرقية أو المحافظات الشمالية.
وأكد لـ"العربي" استشهاد 10 أشخاص في استهداف لمنزل عائلة وافي البكري جنوب شرق خانيونس، كما تم استهدف مدرسة تابعة للأونروا ما أدى إلى 6 شهداء و60 إصابة.
وتحدث عن استهداف منزل عائلة مخيمر غرب خانيونس ما أدى إلى استشهاد شخصين وتسجيل عدد من الإصابات، واستهداف منزل لعائلة المجايدة وسط خانيونس ما أدى إلى سقوط 12 شهيدًا وعدد كبير من الإصابات.
إلى ذلك، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن إسرائيل تتعمد قصف واستهداف محيط المخابز أثناء اصطفاف المواطنين على أبوابها، بهدف إيقاع أكبر قدر من الضحايا.
وتحدث عن رصد وتوثيق استهداف إسرائيل 5 مخابز بشكل مباشر أو بمحيطها في مناطق مختلفة بغزة"، ما "أوقع عشرات الشهداء ومئات الجرحى".
وبينما يواصل الاحتلال استهدافه للمستشفيات في القطاع الفلسطيني المحاصر، أطلقت وزارة الصحة في قطاع غزة نداء للمتقاعدين من الكوادر الطبية للالتحاق بالعمل فورًا في المرافق الصحية.
القسام ترد على استهداف المدنيين
واليوم الخميس، أعلنت كتائب "عز الدين القسام" أنها قصفت مدينة تل أبيب بالصواريخ "ردًا على استهداف المدنيين" في قطاع غزة.
كما أعلنت استهداف سديروت ومستوطنة "نتيفوت" وأسدود وعسقلان برشقات صاروخية، وكذلك قاعدة "رعيم" العسكرية وموقع "إسناد صوفا" بالصواريخ وقذائف الهاون.
وأكد الناطق الرسمي باسم "القسّام" أبو عبيدة، أنّ المقاومة مستعدة لمعركة طويلة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال في تسجيل صوتي جديد: "نطمئن شعبنا بأن المقاومة ما زالت تتحكم في مجريات الميدان وتعرف متى تضرب"، داعيًا إلى طرد سفراء إسرائيل و"هذا أقل ما يمكن فعله" في ظل جرائمها المتواصلة في قطاع غزة.
ودعا "أحرار العالم للنفير والاحتشاد أمام سفارات العدو والولايات المتحدة في دول العالم"، مؤكدًا أن "دعم واشنطن لن ينجي إسرائيل ولا قوة ستنهي المقاومة".
تحركات ومواقف عربية ودولية
إلى ذلك، أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل الثاني، على ضرورة فتح الممرات الآمنة في قطاع غزة للإغاثة والجهود الإنسانية، وضمان عدم اتساع رقعة العنف إقليميًا.
وجدّد أمير دولة قطر في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، على موقف قطر الثابت من إدانة كافة أشكال استهداف المدنيين، وضرورة بذل الجهود لخفض التصعيد وتجنيب المدنيين تبعات القتال.
وفي لقاء جمعهما بالقاهرة، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، رفضهما التهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم إلى مصر والأردن.
وحذرا على أن عدم توقف الحرب الدائرة الآن واستمرار اتساع رقعتها قد يؤدي بالإقليم إلى كارثة تخشى عواقبها.
وشددا على الموقف الثابت لمصر والأردن تجاه القضية الفلسطينية وضرورة نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وقيام دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بحسب ما نقل مراسل "العربي".
من جانبها، اعتبرت روسيا أن قرار الولايات المتحدة استخدام حق الفيتو خلال التصويت على قرار في مجلس الأمن يدعو "إلى هدنة إنسانية" في قطاع غزة، "ستكون له تداعيات مروعة" على صعيد الخسائر البشرية في صفوف المدنيين.
ونبه الوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن هناك خطرًا جديًا من تحول الصراع في غزة لصراع إقليمي، مضيفًا أن روسيا على اتصال مع تركيا بهذا الشأن.
وأشار لافروف إلى أن محاولات تحميل إيران المسؤولية عن أزمة غزة هي استفزازات.
وتعتزم موسكو تقديم 27 طنًا من المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة عبر مصر، وفق ما أعلنت وزارة حالات الطوارئ الروسية.
من ناحيتها، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن خمس شاحنات محملة بالإمدادات الطبية جاهزة عند معبر رفح الحدودي.
وعبّر المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي، عن أمله في تسليم الإمدادات بمجرد فتح المعبر.
إلى ذلك، تزور وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الشرق الأوسط مجددًا على خلفية الأوضاع. وتشمل جولتها هذه المرة كلًا من الأردن وإسرائيل ولبنان.
وقالت بيربوك إنها ستسعى خلال هذه الزيارة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى السعي مجددًا من أجل إطلاق سراح الأسرى الموجودين لدى حركة حماس.
واشنطن تحذر رعاياها في كل العالم
واليوم الخميس، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية "تحذيرًا أمنيًا عالميًا" لرعايا الولايات المتحدة في الخارج طالبتهم فيه بتوخي الحذر، مشيرة إلى التوتر المتزايد في مواقع مختلفة من العالم واحتمال شن متشددين هجمات على الأميركيين واستهدافهم بأعمال عنف.
ووفقًا لوكالة "رويترز"، لم يشر التحذير إلى أي حدث عالمي أو حرب بعينها، لكنه يأتي وسط صراع مستمر في الشرق الأوسط، بعد أن شنت حماس عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.