في وقت ما تزال فيه مدينة ماريوبول الأوكرانية الساحلية المحاصرة من قبل الجيش الروسي تعيش وضعًا خطيرًا، لم يكن من خرج منها من المدنيين، باتجاه روسيا عبر الممرات الإنسانية خلال الفترة الماضية، بأحسن حالًا ممن بقي فيها.
إذ تؤكد وسائل إعلام أوكرانية، وجود الآلاف من الأوكرانيين المرحلين قسرًا في معسكر مغلق في منطقة بينزا في روسيا، بينهم أطفال وحتى رضع.
وأعلنت مفوضة البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان ليودميلا دينيسوفا، اليوم الأحد، أن الغالبية العظمى من المرحلين هم من سكان ماريوبول.
معاناة شديدة
ويحتجز هؤلاء داخل مؤسسة مغلقة تضم عدة مبانٍ، والمبنى محاط بسياج عالٍ، كما يوجد أمن في المنطقة، وعند المدخل يوجد حاجز، ويمنع هؤلاء الأوكران من مغادرة المخيم، وفق دينيسوفا.
وتعرض المحتجزون إلى "خدعة" من قبل ممثلي بنك "سبيربنك" الروسي الحكومي، الذي زار المعسكر، وقاموا بجمع قوائم حسابات البطاقات البنكية لهم، ووعدوهم بتحويل 10 آلاف روبل روسي، لكن هذا كما كان متوقعًا لم يحدث.
وقالت دينيسوفا: "على الرغم من الوعود الروسية، إلا أنه لا يجري تزويد الأوكرانيين بالملابس والملابس الداخلية والأحذية اللازمة. كما يعاني هؤلاء من نقص في مستلزمات النظافة الشخصية وأغذية الأطفال تحديدًا".
مدينة محاصرة
ولا يزال نحو 170 ألفا من سكان مدينة ماريوبول محاصرون هناك من دون كهرباء وسط تناقص الإمدادات، كما أن المدينة مغلقة أمام الدخول، ومن الخطر جدًا مغادرتها بوسائل النقل الشخصية.
ويمنع الروس نهائيًا دخول أي مساعدات إنسانية، ولو بكميات صغيرة إليها، وفق ما تؤكد السلطات الأوكرانية.
وكانت السلطات الأوكرانية تأمل في إجلاء المزيد من السكان من ماريوبول بعد موافقة روسيا على فتح ممر إنساني مطلع الشهر الجاري، لكن عدة اتفاقات سابقة انهارت وسط تبادل للاتهامات.
وحتى الآن، غادر أكثر من 4,3 ملايين أوكراني بلادهم منذ بدء الهجوم الروسي فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، وفق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. كما تقدر الأمم المتحدة عدد النازحين داخليًا بـ 7,1 ملايين شخص.
