أعلنت وزارة الشؤون الاقتصادية السويسرية، اليوم الأربعاء، أن ما مجموعه 7,4 مليارات فرنك سويسري (8,3 مليارات دولار) من احتياطيات وأصول البنك المركزي الروسي محتجزة في سويسرا، في وقت تجتهد فيه موسكو للحد من العقوبات الغربية التي فرضت عليها منذ شنها هجومًا على أوكرانيا العام الفائت.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن المعاملات المتعلقة بإدارة أصول واحتياطيات البنك المركزي الروسي محظورة منذ شهر على خلفية الهجوم الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير/ شباط 2022، مضيفة أنّ "أصول البنك يتعذر استعمالها".
إبلاغ إلزامي من سويسرا
وأفاد البيان بأن الحكومة السويسرية أُبلغت الأربعاء، بحجم أصول البنك المركزي الروسي واحتياطياته في الدولة الغنية في جبال الألب بعدما فَرضت شرطًا جديدًا بالإبلاغ في مارس/ آذار الماضي.
وسيبقى الإبلاغ عن احتياطيات وأصول البنك المركزي الروسي إلزاميًا، وستُقدّم التقارير بانتظام، كل ثلاثة أشهر، بحسب البيان.
وأشار البيان إلى أن "مناقشات تجري" داخل الاتحاد الأوروبي حول ما إذا كان ينبغي استثمار أصول البنك المركزي الروسي واستخدام العائدات لإعادة إعمار أوكرانيا". وأضاف: "تتابع سويسرا هذه المناقشات عن كثب".
أغنى رجل في #روسيا، في عين عاصفة العقوبات الغربية.. من هو أليكسي مورداشوف، وما علاقتة بفلاديمير بوتين؟ #أوكرانيا @AnaAlarabytv pic.twitter.com/INya8tkUus
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 2, 2022
وشدّدت وزارة الشؤون الاقتصادية على أنه "ينبغي التمييز بين مجموع الأصول التي يتعذر استعمالها ومجموع الأموال والأصول المجمدة في سويسرا".
وحتى الآن، جمدت سويسرا - وهي وجهة مفضلة للأثرياء الروس وأصولهم - حوالي 7,5 مليارات فرنك سويسري من الأموال والأصول الروسية المملوكة أو المدارة من أشخاص أو شركات أو كيانات فرضت عليهم عقوبات.
الأثرياء الروس خبأوا المليارات في سويسرا
وقبل شهرين كشفت جمعية المصرفيين السويسريين (SBA) أن الأوليغارشيين وغيرهم من الأثرياء الروس خبأوا ما يصل إلى 214 مليار دولار في حسابات مصرفية سرية في سويسرا.
ويعتبر الكشف عن أموال المودعين أمرًا غير معتاد لأن سويسرا، أكبر مركز ثروة خارجي في العالم، تشتهر بنظام السرية المصرفية. ويأتي ذلك بعد خروج سويسرا من وضعها المحايد تاريخيًا لمعاقبة روسيا ردًا على هجومها على أوكرانيا.
وقالت الجمعية إن المصارف السويسرية لديها ما بين 150 إلى 200 مليار فرنك سويسري (160 مليار دولار إلى 214 مليار دولار) من الأموال الروسية.
ودعت ماتيا ميير، الرئيسة المشاركة لحزب الديمقراطيين الاجتماعيين في سويسرا، إلى شنّ حملة على أموال الأوليغارشية الروسية المودعة في سويسرا. وقالت لوكالة "رويترز" إن هذه الأموال "تخصّ القلة الموالية للكرملين، وعلى سويسرا أن تغلق صنابير المال".
وفي تقريرها السنوي لعام 2021، ذكرت الجمعية أنها وجهة مباشرة لحوالي 634 مليون دولار من الأموال الروسية.
وقرّرت سويسرا المحايدة تقليديًا بعد أربعة أيام من الهجوم الروسي على أوكرانيا، الانضمام إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد موسكو، وإلزام البنوك بنقل معلومات عن العملاء أو الشركات المستهدفة.
وأعلنت المملكة المتحدة والولايات المتحدة في 12 أبريل/ نيسان الماضي، فرض عقوبات على مقربين من أوليغارش روس من بينهم أفراد من أوساط رومان أبراموفيتش وعليشر عثمانوف، متهمين بمساعدتهم على إخفاء أصول.
