تواصل إسرائيل انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني، فبينما تستمر في حملتها ضد الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، واعتقالاتها لآخرين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، قررت جمعيات استيطانية ويمينيّة إسرائيليّة إقامة "مسيرة الأعلام" الاستفزازية من جديد في مدينة القدس المحتلة يوم الخميس المقبل؛ الأمر الذي يُنذر بانفجار جديد للأوضاع في الشارع الفلسطيني.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن شرطة الاحتلال وافقت على إقامة المسيرة، التي ستمر من باب العامود والساهرة والأسباط في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى وأبوابه وصولًا إلى ساحة البراق.
وكان من المقرّر أن تُنظَّم المسيرة في العاشر من أيار/ مايو الماضي، فيما يسمى يوم "توحيد القدس"؛ أي ذكرى احتلال الشطر الشرقي منها، قبل أن يُعدّل مسارها نتيجة لضغوط شعبية ودولية، لتلغى لاحقًا مع إطلاق المقاومة الفلسطينيّة 4 صواريخ على مدينة القدس في يوم المسيرة.
وفي دعوتها للمسيرة، قالت التنظيمات الصهيونية الاستيطانية: "نطالب بتوحيد القدس للأبد. نعود للسير في شوارع القدس، وفي روش مروم مع الأعلام الإسرائيلية، نغنّي ونرقص لأرض صهيون والقدس".
وعادة ما يهتف المشاركون بالمسيرة بهتافات ضد الفلسطينيين والعرب وأبرزها "الموت للعرب". ولم يتضح على الفور، موقف الحكومة الإسرائيلية من هذه الدعوة، التي قد تتسبب بعودة التوتر للأراضي الفلسطينية.
وكما كل عام، تتخلل المسيرة اليهودية إجراءات عنصرية مشددة تطال آلاف المقدسيين داخل أسوار البلدة القديمة، ومحيط المسجد الأقصى، بحيث تعيق حركة تنقلهم، بالإضافة إلى استفزازات المستوطنين والاعتداء على الممتلكات.
تحذير من انفجار الأوضاع في القدس
وفي هذا السياق، حذر نائب محافظ القدس عبد الله صيام من المسيرة، لافتًا إلى أنها قد تدفع إلى انفجار جديد في المدينة.
وقال صيام في حديث صحفي: "هذه المسيرات هي استكمال لتلك التي تم التخطيط لها في الثامن والعشرين من رمضان، مؤكدًا أن دفاع المقدسيين عن مقدساتهم مرتبط بعقيدتهم وليس بمدة زمنية معينة.
من جانبه، وجه خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري، دعوة للفلسطينيين في القدس والداخل المحتل عام 1948، لشد الرحال إلى المسجد والرباط فيه لمنع المستوطنين وشرطة الاحتلال من الاستفراد فيه.
حماس تُحذر الاحتلال
وحذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من مغبة "الحماقة" الجديدة التي ينوي الاحتلال تنفيذها في القدس، وذلك بالسماح من جديد لما يُسمى "مسيرة الأعلام" بالمرور عبر باب العامود.
وقال الناطق باسم الحركة عن مدينة القدس محمد حمادة في تصريح صحفي، "إن خطوة الاحتلال هذه تأتي بهدف ترميم صورته التي تمرغت بالتراب يوم نسفت مقاومة شعبنا الباسلة في الضفة والقدس والداخل وفي مقدمتها صواريخ المقاومة من غزة العزة والبطولة عليهم كبرهم، وأدخلتهم الملاجئ بعد أن كانوا يخططون لتدنيس المسجد الأقصى يومها بآلاف من مستوطنيهم".
وحذر الاحتلال من استخدام القدس وسيلة للهروب من أزماته الداخلية وفشله في حل مشكلاته السياسية".
وعلى صعيد الانتهاكات الإسرائيلية، قمعت قوات الاحتلال أمس الجمعة، "ماراثون القدس"، الذي انطلق من أمام مدخل حي الشيخ جرّاح باتجاه حي بطن الهوى، في القدس المحتلة تضامنًا مع الأهالي الصامدين.
وخلال الأسابيع الماضية، شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة تصعيدًا خطيرًا، إثر تصاعد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينيين والمقدسات في القدس، والتي ردّت عليها المقاومة بإطلاق عشرات الصواريخ على القدس وبلدات محتلة محاذية للقطاع، قبل أن تتطور لاحقًا لعدوان على غزة استمر 11 يومًا.