الخميس 12 Sep / September 2024

مواجهة تجارية مفتوحة بين بكين وواشنطن.. فهل تتحول الى عسكرية؟

مواجهة تجارية مفتوحة بين بكين وواشنطن.. فهل تتحول الى عسكرية؟

شارك القصة

يقول الأميركيون إن المواجهة مع بكين أضحت محتومة لكبح جماح التطور الصيني المستمر، فيما يجد فيها الصينيون اختلاقًا لعداء وهمي لا حاجة له.

على خطا سلفه دونالد ترمب، يسير الرئيس الأميركي جو بايدن في مواجهة الصينيين. ففي خطوة وُصفت بالتاريخية، أقر مجلس الشيوخ الأميركي بالأغلبية، خطة استثمار لضمان التفوق الأميركي في مجالات الصناعة والتكنولوجيا، وذلك في ظل مخاوف متصاعدة من بكين، وللتصدّي اقتصاديًا للصين.

وتأتي الخطة الأميركية في ظل مواجهة تجارية مفتوحة منذ سنوات بين واشنطن وبكين، فالأميركيون يقولون إنها أضحت محتومة لكبح جماح التطور الصيني المستمر، فيما يجد فيها الصينيون اختلاقًا لعداء وهمي لا حاجة له.

وترصد الخطة أكثر من 170 مليار دولار لأغراض البحث والتطوير، وترمي إلى تشجيع الشركات على أن تنتج على الأراضي الأميركية أشباه الموصلات التي تتركّز صناعتها حاليًا في آسيا.

وينصّ مشروع القانون على وجه الخصوص على تخصيص مبلغ 52 مليار دولار على مدى خمس سنوات لتشجيع الشركات على تصنيع أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، وكذلك لتعزيز البحث والتطوير في هذا المجال.

مشروع سياسي

وفي هذا السياق، يوضح غاري هوفباور الباحث في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي من واشنطن، أن المبلغ المقرر لهذا المشروع سيحدث فرقًا في صناعة الذكاء الصناعي وغيرها من الصناعات، مما يزيد الإنتاج في الاقتصاد الأميركي.

ويشير في حديث لـ "العربي" إلى أن واشنطن ستعمل من خلال هذا المشروع على تصنيع لقاحات كورونا في سنة واحدة فقط، مما يساعدها في التفوق على الصين في كل المجالات التقنية، لافتًا إلى أن هذا المشروع سياسي بامتياز.

ويلفت هوفباور إلى أن التحدي الأبرز يكمن في إمكانية مجاراة الشركات الموجودة في أميركا هذه التحديات التقنية في مواجهة الصين.

وحول التجسس الصناعي التي تتذرع فيه أميركا بمواجهة الصين، يوضح أن الشركات تحاول الحصول على معلومات لأنها طريق أقل تكلفة للإنتاج، مضيفًا "الصينيون منخرطون في التجسس الصناعي والشركات الأميركية تقوم بالمثل، والصين لن تسود تقنيًا عبر التجسس".

الصين مصممة على التفوق التقني

في المقابل، يرى ستيف ستانغ  من معهد تشاتام هاوس، أن الحكومة الصينية مصممة على أن تكون رائدة لإنتاج التقنيات الحديثة جدًا، مشيرًا إلى أن التقنيات التي يناقشها الأميركيون داخل أروقتهم، يركز عليها الصينيون بالأصل من أجل التفوق فيها.

ويشير في حديثه لـ "العربي" من بريطانيا إلى أن هذه المنافسة هي واحدة من التحديات التي تواجه البلدين، وتدل على منافسة أكثر أهمية وأكثر عمقًا بينهما.

ويوضح ستانغ أن المنافسة الاقتصادية ستكون مربكة جدًا، وقوية بالنسبة للطرفين، "فالصين هي المستفيد الأكبر من العولمة لكنها قلقة حيال ما تقوم به الحكومة الأميركية لإبطاء الاقتصاد الصيني".

صراع الهيمنة على النظام الدولي

من جانبه، يرى إبراهيم فريحات أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة، في الصراع الأميركي الصيني بأنه نزاع على السيطرة والهيمنة على النظام الدولي.

ويضيف أن المشترك بين الحكومتين أكبر بكثير من أن يؤدي إلى صدام عسكري على سبيل المثال، لا سيما أن هناك اعتمادًا متبادلًا على جميع الأصعدة بين البلدين، مشيرًا إلى إمكانية "احتواء" الخصم من خلال المنافسة المشروعة. لا سيما في ظل وجود حكومة ديمقراطية أميركية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي