يلتقي اليوم الأحد في فيينا مفاوضون دوليون في مسعى لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الكبرى، فيما يحضر "طيف" الانتخابات الرئاسية التي جرت الجمعة، وانتهت بفوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي.
ويُعَدّ هذا اللقاء جزءًا من المحادثات الجارية منذ مطلع أبريل/ نيسان والرامية إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي المبرم في العام 2015.
وقال المبعوث الروسي في المحادثات التي يقودها الاتحاد الأوروبي ميخائيل أوليانوف: إنّ اجتماع الأحد "سيقرر الطريق قدمًا".
وكتب على تويتر السبت أنّ "اتفاقًا بشأن إعادة الاتفاق النووي بات في متناول اليد لكن لم يتم الانتهاء منه بعد".
وقبيل بدء المحادثات، قال كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي: إنّ الجولة السادسة من المحادثات تنتهي اليوم، مشيرًا إلى أن الاجتماع سيقيّم نتيجة المباحثات، على أن تعود الوفود إلى عواصمها للتشاور وإجراء المقتضى.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّ الولايات المتحدة هي التي خرقت الاتفاق النووي وعليها هي نفسها إصلاح الأمر.
At @AntalyaDF, emphasized the imperative of cognitive adjustments: 1.Diplomacy not about trust; rather, respecting interest of counterparts.https://t.co/lybHO6LAiS broke JCPOA. Onus on US to fix it. 3.Outsiders will leave our region sooner or later. We must seize its ownership. pic.twitter.com/eYaCfNCpPv
— Javad Zarif (@JZarif) June 19, 2021
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مساعدين كبار للرئيس الأميركي جو بايدن اعتقادهم أنّ صعود حكومة متشدّدة في إيران قد يمنح الإدارة الأميركية "فرصة وجيزة" لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015.
وقال المسؤولون، الذين يتفاوضون مع مسؤولين إيرانيين في فيينا: إنّ الأسابيع الستة المقبلة قبل تنصيب إبراهيم رئيسي تقدّم نافذة فريدة للتوصّل إلى اتفاق نهائي مع القيادة الإيرانية بشأن "قرار مؤلم" كانت تؤجّله بحسب وصفه أولئك المسؤولين الإيرانيين.
وأعربت الولايات المتحدة عن "أسفها" لأنّ الايرانيين لم يتمكّنوا من المشاركة في "عملية انتخابية حرّة ونزيهة" في الانتخابات الرئاسيّة التي شهدتها إيران. وقال متحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة إنّ "الإيرانيّين حرموا من حقّهم في اختيار قادتهم في عمليّة انتخابيّة حرّة ونزيهة".
وقال مفاوضون: من غير المتوقع أن تؤثر نتائج الانتخابات الرئاسية على المحادثات رغم أن توجهات رئيسي تعد على نطاق واسع مختلفة عن المواقفة المعتدلة لسلفه الرئيس حسن روحاني.
وبحسب الباحث السياسي صالح قزيوني، فإنّ الرئيس الجديد سيتعامل بمبدأ المرونة مقابل المرونة والتشديد مقابل التشديد، علمًا أنّ القضية لا تتعلق في النهاية بالرئيس أو حتى المرشد بقدر ما تتعلق بالمجلس الأعلى للأمن القومي الذي تقع على عاتقه القضايا الاستراتيجية.
ويلتقى أطراف الاتفاق - بريطانيا والصين وألمانيا وفرنسا وروسيا وإيران - في فيينا مع مشاركة أميركية غير مباشرة منذ أبريل/ نيسان لإحياء الاتفاق، الذي تضمن تخفيف العقوبات المفروضة على طهران مقابل الحد من برنامجها النووي.
ويترنّح الاتفاق النووي التاريخي منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018 وإعادة فرضها عقوبات على الجمهورية الإسلامية. وقد دفع ذلك طهران إلى زيادة أنشطتها النووية التي كانت محظورة بموجب الاتفاق منذ 2019.