شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم الجمعة سلسلة من التظاهرات المنددة بالاستيطان، تخللتها مواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن وقوع إصابات بين الفلسطينيين.
وأُصيب سبعة فلسطينيين على الأقل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي والعشرات بحالات اختناق، اليوم، خلال مواجهات في بلدة بيتا جنوب نابلس، وبيت دجن شرقًا.
وأدى مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة، في محيط جبل صبيح رفضًا للبؤرة الاستيطانية الجاثمة على قمته، ثم توجهوا عقب انتهاء الصلاة إلى الجبل مرددين تكبيرات العيد.
فيديو| لحظة نقل شاب أصيب برصاص الاحتلال في بلدة بيتا جنوب نابلس.#فلسطين #الجمعة pic.twitter.com/5XLNaG9DiK
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 16, 2021
وقالت طواقم الهلال الأحمر: إن "ثلاثة مواطنين أصيبوا بالرصاص خلال المواجهات التي اندلعت على جبل صبيح في بيتا، أحدهم بالرصاص الحي فيما أصيب الآخران بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وأضافت أن أربعة آخرين أصيبوا بالرصاص "المطاطي" خلال المواجهات التي اندلعت في بيت دجن شرق نابلس، إضافة إلى العشرات بحالات اختناق.
وأوضح مراسل "العربي" من بلدة بيتا جنوب نابلس أن الفلسطينيين يتظاهرون كل يوم جمعة منذ شهرين، وتحديدًا منذ إنشاء البؤرة الاستيطانية التي تسمى بيتار، حيث سيطر المستوطنون على قمة جبل صبيح في المنطقة.
مواجهات في بلدة حزما
وأصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في ساقه، والعشرات بالاختناق بينهم حالتا إغماء، اليوم الجمعة، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة منددة بشق شارع عسكري استيطاني في منطقة "الثغرة" غربي بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص المعدني وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المواطنين، الذين خرجوا لتأدية صلاة الجمعة للأسبوع الثالث على التوالي فوق الأراضي المحيطة بالشارع، ما أدى لإصابة عدد منهم.
ورفع المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني، والشعارات واليافطات المنددة بالاستيطان، ورددوا هتافات غاضبة ضد الاستيطان وسياسة الاحتلال المتمثلة بالاستيلاء على عشرات الدونمات من أراضي البلدة، وحرمان المواطنين ورعاة الأغنام من الوصول إلى أراضيهم.
صور .. مسيرة أهالي بلدة حزما على أراضيهم اليوم احتجاجاً على تهديدات الاحتلال بمصادرتها pic.twitter.com/XUTIerNpT1
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) July 9, 2021
المستوطنون يقتحمون موقعًا أثريًا شرق طوباس
وشرق مدينة طوباس بالضفة الغربية المحتلة، اندلعت مواجهات عقب اقتحام المستوطنين لموقع أثري يسمى الحافرية قرب الفارعة.
وقالت مصادر محلية: إن "خمس حافلات أقلت المستوطنين تحت حراسة مشددة من جيش الاحتلال لموقع الحافرة بالفارعة حيث أدوا طقوسًا تلمودية للمرة الأولى منذ احتلال المنطقة عام 1967 ما أثار ريبة المواطنين".
وأضافت أن الشبان تصدوا للمستوطنين ورشقوهم بالحجارة، حيث اندلعت مواجهات واسعة.
يذكر أن منطقة الحافرية في الفارعة تقع ضمن المنطقة المصنفة "أ" وفق اتفاق أوسلو.
مستوطنون يجرفون أراضي في الأغوار الشمالية
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية، جرف مستوطنون أراضي المواطنين قرب قرية عين البيضا في الأغوار الشمالية.
وأفاد شهود بأن مستوطني "ميخولا" شرعوا بتجريف أراض زراعية وأحضروا أشجار زيتون قرب عين البيضا.
وأشاروا إلى أن الأراضي مملوكة بأوراق "الطابو" لمواطنين فلسطينيين.
يذكر أن المستوطنين يستولون على مساحات كبيرة من الأراضي الرعوية في الأغوار الشمالية.
وزارة الخارجية الفلسطينية تطالب بلجم الاستيطان
وعلى الصعيد الرسمي الفلسطيني، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين، المجتمع الدولي بتحويل أقواله إلى أفعال عبر إجراءات وتدابير كفيلة بلجم الاستيطان، ووقف عمليات التطهير العرقي المتواصلة بحق مدينة القدس المحتلة، والمناطق المصنفة "ج".
وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، اليوم الجمعة: إن استمرار المشهد الدموي المفروض بقوة الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني لا يقوض أية فرصة لتحقيق السلام على أساس مبدأ حل الدولتين فقط، وإنما يحول المواقف الدولية إلى مجرد كلمات خالية من أي مضمون، وشكل من أشكال إدارة الصراع العبثية.
وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي يشن حربًا مفتوحة وشرسة ضد الأرض الفلسطينية، لا سيّما في المناطق المصنفة "ج" بهدف سرقتها وقضمها بالتدريج، وضد الوجود الفلسطيني الوطني والإنساني بتلك المناطق إما عن طريق تهجير المواطنين بالقوة، أو من خلال ضرب مقومات واقتصاديات وجودهم وصمودهم لدفعهم إلى تركها والابتعاد عنها، في عملية تطهير عرقي مستمرة يوميًا على مرأى ومسمع العالم.
وحذرت الوزارة من مخاطر ونتائج هذا المشهد الدموي الذي يمثل سيفًا مسلطًا على حياة المواطنين وحركتهم، لافتة إلى أن المستوطنين المسلحين وجيش الاحتلال ينفذون الاعتداءات على الشعب الفلسطيني بشكل مشترك في غالب الأحيان، وبتوزيع في الأدوار أحيانًا أخرى، بموافقة ودعم من المستوى السياسي الإسرائيلي.