الخميس 21 نوفمبر / November 2024

مواقف ميّزت عهد ميركل.. 16 عبارة في 16 عامًا

مواقف ميّزت عهد ميركل.. 16 عبارة في 16 عامًا

شارك القصة

تغادر أنغيلا ميركل منصبها بعد 16 عامًا أمضتها على رأس السياسة الألمانية
تغادر أنغيلا ميركل منصبها بعد 16 عامًا أمضتها على رأس السياسة الألمانية (غيتي)
أدخل عهد ميركل إضافات عديدة إلى القاموس اللغوي الألماني تكشف شيئًا عن قيادة المستشارة، سواء من خلال عبارات استخدمتها بنفسها، أو استخدمها آخرون.

بعد مغادرتها منصبها إثر 16 عامًا على رأس السياسة الألمانية، تترك المستشارة أنغيلا ميركل إرثًا دائمًا في العديد من المجالات. لكنّ الإرث الذي لن يتمّ التطرّق إليه هو ما يعتبره البعض قلّة خبرة في فنّ الخطابة السياسية.  

فعندما تخاطب المستشارة الجمهور تظهر قلّة خبرتها بالاقتباس. وقد اعترفت ميركل بأنها لا تؤمن بأن الحكم يكون من خلال إلقاء الخطب.  

ومع ذلك، خلال عقد ونصف في السلطة، والذي من المقرّر أن ينتهي بعد انتخابات الأحد؛ أدخلت ميركل إضافات عديدة إلى القاموس اللغوي الألماني تُلخّص شيئًا من قيادتها، سواء كانت عبارات استخدمتها هي نفسها، أو استخدمها الآخرون لوصف التغييرات والأحداث في البلد الذي قادته.

وسلّطت صحيفة "الغارديان" الضوء على هذه الإضافات، مستعرضة 16 عبارة ارتبطت بأحداث شهدتها فترة ولاية أنغيلا (أنجيلا) ميركل كمستشارة.

1- ألماسة ميركل (Die Merkel-Raute)

في دلالة إلى الشكل الذي ترسمه ميركل بيديها أمام الكاميرات في القمم وأثناء الزيارات السياسية إلى الخارج، حتى باتت علامة حصرية لها.

وقبل انتخابات 2013، تبنّى حزب ميركل الشكل المُعين باعتباره الرمز النهائي لقوتها، حيث استأجر لافتة كبيرة خارج المحطة المركزية في برلين مع فسيفساء تمثل يدي ميركل بجوار شعار "مستقبل ألمانيا في أيد أمينة".

2- مهارة (Ertüchtigen)

تعني الشدة خلال ممارسة التمارين البدنية. واستخدمت أنغيلا ميركل هذه العبارة مرات عدة خلال أزمة منطقة اليورو، للدلالة على أن القارة العجوز تحتاج إلى التحديث من خلال الإصلاحات الاقتصادية، حتى تكون قادرة على التنافس مع الصين والولايات المتحدة.

3- المشاهدة العامة (Das Public Viewing)

تسلّلت هذه الكلمة إلى اللغة الألمانية في صيف عام 2006، عندما استضافت ألمانيا كأس العالم لكرة القدم. وتُشير إلى عرض مباريات البطولة التي يُشارك فيها المنتخب الألماني للرجال في الأماكن العامة مثل بوابة براندنبورغ في برلين.

4- التنفيس (Die Muttivation)

خلال أول زيارة غير معلنة لها إلى غرفة الملابس بعد إحدى مباريات كأس العام عام 2010، وصف المهاجم لوكاس بودولسكي زياراتها بأنها لـ"التنفيس".

وأصبحت هذه الكلمة "التميمة" غير الرسمية للفريق خلال كأس العالم 2014 في البرازيل.

5- اختبار التحمل (Der Stresstest)

في عهد ميركل، الذي برزت فيه سلسلة من الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية، تحوّلت هذه الكلمة إلى صفة لكل هيكل في الدولة، من مصارف أو تحالفات حاكمة أو محطات طاقة نووية.

وفي عام 2011، عندما قررت المستشارة التخلص التدريجي من جميع محطات الطاقة النووية في ألمانيا بحلول عام 2023، صنّفت جمعية اللغة الألمانية هذه الكلمة على أنها كلمة العام.

6- انتقال الطاقة (Energiewende)

يُشير هذا المصطلح إلى الانتقال إلى مصادر منخفضة الكربون أو الطاقة المتجددة، حيث التزمت ألمانيا في عهد أنغيلا ميركل بأن تحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة.

7- لا بديل (Alternativlos)

هذه العبارة هي نسخة أنغيلا ميركل من جملة ترتبط عادة بمارغريت تاتشر: "لا يوجد بديل".

واستخدمت ميركل هذه العبارة للإعلان عن أنه "لا بديل" عن جميع القرارات السياسية التي اتخذتها حكومتها من عمليات الإنقاذ المصرفية استجابة للأزمة المالية العالمية، والبعثات العسكرية في أفغانستان، وخفض الديون الوطنية.

8- جريمة الكباب (Die Döner-Morde)

بين عامي 2000 و2007، قتلت جماعة إرهابية تابعة للنازيين الجدد تُدعى (National Socialist Underground ) 10 أشخاص في هجمات مستهدفة في جميع أنحاء ألمانيا، معظمهم من أصحاب الأعمال الصغيرة من أصل تركي أو كردي.

وعلى الرغم من معرفة الشرطة بالدوافع العنصرية وراء جرائم القتل تلك، ربطتها وسائل الإعلام الألمانية بحرب العصابات.

ولأن إسماعيل يسار، الضحية السادسة، كان يمتلك متجرًا للكباب، وصفت وسائل إعلام ألمانية الحوادث بـ"جرائم الكباب"، والضحايا بـ"الكباب"، في وصمة عار أثارت الكثير من الجدل في تلك المرحلة.

9- الأرض العذراء (Das Neuland)

هذه العبارة استخدمتها ميركل في وصفها لشبكة الإنترنت عام 2013، ما أدى إلى إثارة موجة من السخرية من "الاكتشاف" المتأخر للانترنت. لكن ميركل استخدمت العبارة في سياق مختلف، وكان ذلك في لقاء جمعها بالرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما، لمناقشة تنصت وكالة الأمن القومي الأميركي على هاتفها.

وعبرت ميركل عن قلقها من أن التداعيات القانونية للمراقبة والتجسس الإلكتروني لا تزال مجهولة، على الرغم من انتشار استخدام الإنترنت.

10- ثقافة الترحيب (Die Willkommenskultur)

في صيف عام 2015، عندما رفضت ميركل إغلاق حدود ألمانيا أمام أكثر من مليون مهاجر ولاجئ نزحوا في الغالب بسبب الحرب التي شنها النظام في سوريا على المدنيين، تم استخدام مصطلح "ثقافة الترحيب" لوصف الموقف المتفائل الذي أبداه العديد من الألمان تجاه الوافدين الجدد.

11- سنُديرها (Wir schaffen das)

هذه العبارة هي البديل لعبارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما: "نعم نستطيع".

استخدمتها ميركل عام 2015 للحديث عن تصميمها على مواجهة التحديات اللوجستية والسياسية التي كانت تواجهها في ذلك الوقت، وتحديدًا الأعداد المتزايدة من الأشخاص المتقدمين بطلبات اللجوء في ألمانيا.

12- الصحافة الكاذبة (Die Lügenpresse)

دخلت هذه العبارة حيز الاستخدام على نطاق واسع في ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، عندما استخدمها المفكرون الألمان لوصف تغطية الصحف الأجنبية لحكم القيصر الاستعماري. ثمّ عادت العبارة إلى ألمانيا خلال موجة رد فعل عنيفة مناهضة لسياسة ميركل تجاه اللاجئين خلال المظاهرات المناهضة للحكومة التي نظّمتها حركة بيغيدا.

13- الشخص الذي يفهم بوتين (Der Putinversteher)

بالمعنى الحرفي، وصفت ميركيل بالـ"بوتينفيرستير" باعتبار أنها كانت قد درست اللغة الروسية، ما مكنها من تبادل المجاملات والحديث مع الزعيم الروسي من دون الحاجة إلى مترجم.

لكن المعنى المجازي لبوتينفيرستير يشير إلى أولئك الذين أعربوا عن تعاطفهم مع موقف روسيا من ضمّ شبه جزيرة القرم، وحذروا من العقوبات الأوروبية.

14- التسريح غير المتكافئ (Die Asymmetrische Demobilisierung)

استخدم خبير استطلاعات الرأي ماتياس يونغ الكلمة لوصف الأسباب الكامنة وراء نجاح ميركل في الانتخابات عام 2009. وقصد بها تنفيذ استراتيجية انتخابية تعمل على أساس تجنّب الإدلاء بتصريحات حول مواضيع مثيرة للجدل، بهدف تفادي التعرض للانتقاد وتثبيط عزيمة المعارضين السياسيين.

15- عربدة الافتتاح (Die Öffnungsorgien)

استُخدمت هذه العبارة في الفترة التي شهدت فيها ألمانيا انقسامًا في الرأي حول الأغلاق بسبب جائحة كوفيد 19.

وقد امتد الانقسام ليصل إلى معسكر ميركل التي عارضت إعادة فتح المتاجر والمطاعم والحانات خلال الجائحة، فيما برزت مواقف من داخل الحزب دعت إلى تبني استراتيجية "التعايش مع الفيروس".

16- قوة الجاذبية (Die Schwerkraft)

كثيرًا ما ساهمت دراسة ميركل في الكثير من مفرداتها السياسية.

وفي سياق دفاعها عن إدارة الوباء أمام البرلمان الألماني في ديسمبر/ كانون الأول 2020، قالت ميركل: "قرّرت دراسة الفيزياء لأنني كنت متأكدة تمامًا من أنه يُمكننا تعليق الكثير من الأشياء، ولكن ليس الجاذبية، وليس سرعة الضوء، حتى في جمهورية ألمانيا الديمقراطية".

كما ردت ذات مرة على سؤال صحافي حول القانون الفيزيائي الذي يمكن أن ينطبق أيضًا على السياسة، قائلة: إنه قانون الجاذبية. 

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
Close