أعلن المسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، جوش بول، يوم أمس الأربعاء، استقالته "لأنه لم يعد قادرًا على دعم موقف الإدارة الأمريكية المؤيد لإسرائيل".
موقف بول الذي كان يشغل منصب المدير العام لقسم "توريد الأسلحة للحلفاء والشركاء" بوزارة الخارجية، جاء في رسالة نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصلت آلة الحرب الإسرائيلية لليوم 13 على التوالي، عدوانها على غزة مرتكبة مزيدًا من المجازر بحق المدنيين، حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية مناطق متفرقة من غزة بينها رفح وبيت لاهيا وخانيونس، ما رفع حصيلة الشهداء في القطاع إلى 3700 على الأقل.
واستخدمت الولايات المتحدة أمس حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي، ضد قرار يدعو إلى هدنة إنسانية في غزة للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع.
"لم أعد أريد أن أكون جزءًا من هذا"
وأوضح بول في رسالته أنه كان يدرك أنه سيواجه بعض المعضلات الأخلاقية عندما يبدأ العمل في القسم المعني، مشيرًا إلى أنه قدم تنازلات أخلاقية خلال فترة توليه منصبه التي استمرت 11 عامًا. واستطرد بأنه تم نقل أسلحة فتاكة لإسرائيل أكثر مما يستطيع أن يذكرها.
وقال بول: "لا يمكننا أن نكون مناهضين للاحتلال وندعمه في نفس الوقت"، مبينًا أن سياسية الولايات المتحدة لدعم إسرائيل ألحقت ضررًا كبيرًا بالإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
وأكد بول أن الدعم الأعمى لجانب واحد لا يفيد أيًا من الجانبين، لافتًا أن الولايات المتحدة تكرر أخطاءها السابقة. وأضاف: "لم أعد أريد أن أكون جزءًا من هذا"، معلنًا استقالة من منصبه.
وزار الرئيس الأميركي جو بايدن تل أبيب، يوم أمس، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "ستبذل كل ما في وسعها لضمان أمن إسرائيل"، وفق تعبيره. وأتت هذه الزيارة بعد أقل من 24 ساعة على مجزرة ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين في غزة، عقب استهداف مستشفى المعمداني.
وأثارت المجزرة غضبًا شعبيًا واسعًا في عدد كبير من الدول، التي شهدت مظاهرات منددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع، بما فيها الولايات المتحدة نفسها، حيث اقتحم عشرات المتظاهرين من حركة "اليهود من أجل السلام" وغيرها من المنظمات مبنى الكابيتول مقر الكونغرس الأميركي في واشنطن، واعتصموا داخله، منددين بسياسات الإدارة الأميركية الداعمة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي.