في أثناء الحروب يسوق كل طرف روايته لجبهته الداخلية، يؤكد منها تماسك قواته وسيطرتها وقدرتها على إدارة الميدان بإحكام، فهذا أمر طبيعي ومعروف تاريخيًا.
لكن الذي يميز طرفًا في الحرب عن آخر هو طريقة إثبات تفوقه في الميدان. ففصائل المقاومة الفلسطينية لا تعتمد التصريحات فقط بل تقدم لجبهتها الداخلية ما يؤكد بالصوت والصورة أنهم يديرون الميدان في قطاع غزة كما يرغبون.
دبابة مدمرة هدية الشهيد وسام فرحات
فقد نشرت كتائب القسام فيديو لمقاتليها وهم يشتبكون مع قوات الاحتلال المتوغلة في منطقة الشجاعية. يظهر المقطع مشهدًا ربما اعتادت المقاومة نشره في فيديوهات سابقة.
لكن المختلف في هذه المرة أن مقاتلي القسام يتخيرون ما يريدون تدميره من آليات الاحتلال ويقاتلون بأريحية تسمح لأحدهم بالتقاط صورة سيلفي مع الدبابة التي دمرها وهي تحترق أمام عينيه ثم يهديها لأحد رفاقه الشهداء "أبو حسين فرحات".
وأبو حسين فرحات الذي ذكره مقاتل القسام في الفيديو هو الشهيد وسام فرحات قائد كتيبة الشجاعية في كتائب القسام ونجل السيدة أم نضال فرحات الشهيرة بــ"خنساء فلسطين" لاستشهاد أربعة من أبنائها كان آخرهم أبو حسين فرحات خلال هذه الحرب.
الشجاعية لا يمكن إغلاقها
وقد صنع هذا المشهد الحدث على وسائل التواصل وحاز أكبر التفاعلات. ويقول إبراهيم: "الجرافة تمر، وناقلة النمر أو الميركافا تدمر، مشاهد تدل على أن هذا العدوَ مهزوم لا محالة".
ويقول ياسر: "للشجاعية من اسمها نصيب، هؤلاء الجنود الأوفياء لقائدهم ولحيهم، أخذوا الحرب إلى مرحلة جديدة، وأكدوا لغالانت أن دائرة الشجاعية لا يمكن إغلاقها".
أمّا إبراهيم الشيخ فيعلّق أنه بعدما "تباهى العدو باغتيال قائد كتيبة الشجاعية وسام فرحات، وخرج ناطقه الإعلامي يطالب قادة الكتيبة بالاستسلام، جاء هذا الفيديو المبارك، وفيه أحد مقاتليها إلى جانب دبابة محترقة وهو يقول هذه لعيون أبو حسين فرحات"، ما أجمل العبارة وما أعذب وقعها، لعيون أبو حسين وكل الشهداء.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مسؤولين في جيش الاحتلال أن حي الشجاعية خاض فيه المقاومون مع جنود الاحتلال خمسين اشتباكًا خلال نهار الأربعاء فقط.