سيناريو الحرب الشاملة مع إسرائيل.. ما مدى جاهزية لبنان صحيًا وغذائيًا؟

في ظل استمرار توتر الأوضاع بين لبنان وإسرائيل، تتزايد المخاوف من تدهور الأمن الغذائي والدوائي، ونفاد المحروقات في لبنان خاصة بعدما أكدت الحكومة اللبنانية أن البلاد سيكون لديها ما يكفي لخمسة أشهر من الإمدادات الغذائية في حال تطبيق حصار إسرائيلي مماثل لما حدث في حرب 2006.

من جانبه، حذر رئيس نقابة أصحاب الأفران في صيدا والجنوب اللبناني زكريا العربي من أزمة نقص فعلية في الخبز قد تقع إذا توسعت الحرب.

مواد غذائية مؤمنة

وكشف رئيس النقابة أن أفران صيدا والجنوب لا تمتلك مخزونًا احتياطيًا من الطحين، مطالبًا حكومة تصريف الأعمال بالعمل على تعزيز الاحتياطي.

وفي هذا الصدد، تعهدت حكومة تصريف الأعمال في لبنان بالعمل مع تجار المواد الغذائية على ضمان أسعارها في حال حدوث حرب شاملة. إضافة للعمل على توزيع المخازن في مختلف المناطق اللبنانية تحسبًا لأي طارئ.

وإلى جانب خطر الأمن الغذائي في لبنان، هناك تهديد آخر يواجه اللبنانيين وهو نفاد الوقود، إذ إن الإمدادات الحالية لن تكفي سوى لمدة خمسة أسابيع فقط، ما يبعث على القلق بالنظر إلى اعتماد البلاد على المولدات لتشغيل كل شيء من المستشفيات والمخابز إلى الإنترنت بسبب محدودية الكهرباء التي توفرها الحكومة.

وقد تزيد الحرب المحتملة ما بين لبنان وإسرائيل من موجات النزوح على الحدود، وتشير البيانات الرسمية إلى ما يقرب من مئة ألف نازح لبناني. كذلك تشير التقديرات إلى أن نزوح 250 ألف شخص سيتطلب تمويلًا شهريًا بقيمة 50 مليون دولار لمدة ثلاثة أشهر. 

خلية أزمة

وكشف وزير البيئة والمشرف على التخطيط للطوارئ، ناصر ياسين، أن لبنان سيحتاج إلى 100 مليون دولار شهريًا لتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية وغيرها من الاحتياجات في أسوأ الظروف.

وأوضح في حديث للتلفزيون العربي من بيروت، أنهم وضعوا خطة مقارنة بين عدوان إسرائيل على لبنان عام 2006 والاحتمالات الحالية.

وكشف أنهم يعملون ضمن خلية الأزمة في رئاسة الوزراء على وضع سيناريو الأسوأ، مع احتمال نزوح أكثر من مليون نازح. كما يجرون تجهيز أكبر عدد من المدارس لاستقبال النازحين في حالة حدوث العدوان. وهناك لوائح بالمدارس تُدرس بشكل مستمر، وسيتم تجهيز المدارس بشكل أولي.

وفيما يتعلق بالمواد الغذائية، أفاد الوزير اللبناني بأنهم يجربون محاكاة لحالة العدوان، وأن المواد الغذائية مؤمنة بالاتفاق مع الموردين. كما سيتم تأمين المستودعات في المناطق بالمواد الغذائية تحسبًا لإغلاق الطرق وتدمير الجسور.