لم يكتب للدوري اللبناني في كرة القدم هذا الموسم نهاية سعيدة، رغم بلوغ المباريات مرحلتها الأخيرة وتحديد هوية حامل لقب هذا العام، والذي كان من نصيب نادي العهد العائد إلى منصة التتويج، بعد أن تمكن فريق الأنصار من الفوز بالبطولة العام الماضي.
وارتأى اتحاد اللعبة تأجيل مباريات المرحلة الأخيرة لما بعد الانتخابات النيابية التي ستجري في 15 مايو/ أيار الجاري، وذلك استجابة لمطلب وزارة الداخلية بتجميد الأنشطة الرياضية في البلاد حتى السادس عشر منه.
السياسة والكرة
وفيما حسم الصراع في المجموعة السداسية لأوائل الفرق، وتوج العهد بلقبه الثامن في تاريخه، وذلك خلال 14 عامًا، تجمد تحديد هوية الفريق الثاني الذي سيهبط إلى الدرجة الثانية بعد فريق سبورتينغ بيروت.
وعانت الكرة اللبنانية كغيرها من القطاعات الرياضية أزمة كبرى، على صعيد التعاقدات الكبيرة والحضور الجماهيري، كما عصفت بالدوري مشاكل تخللها تهديد نادي النجمة بالانسحاب، وهو الفريق الأكثر شعبية على الإطلاق في البلاد، إضافة إلى عامل التبعية السياسية للأندية، والذي برخي بظلال ثقيلة على اللعبة.
وترعى أحزاب وتيارات سياسية أندية كرة قدم لبنانية، وكذلك الأمر على ألعاب رياضية أخرى، الأمر الذي يؤدي إلى تجاذب في انتخابات اتحادات الألعاب الرياضية، ونقل الخلافات السياسية وتأثيراتها إلى عالم الرياضة، في غياب رعاة تجاريين عن القطاع الشبابي الأبرز.
أزمة نادي النجمة
وانعكس قرار إدارة النجمة بالانسحاب من مباراة العهد خلال المرحلة الأولى للبطولة عليه، إذ شكل ذلك نكسة له بعد شطب نقاط من رصيده، أودت به إلى اللعب في المجموعة السداسية لأواخر الترتيب المحلي، بعد أن كان يلاحق العهد في الصراع على البطولة.
وفي حين عللت الإدارة الانسحاب بالاحتجاج على التحكيم، عارض جمهور الفريق خطوة إدارته وتظاهر عدة مرات مطالبًا بإقالة رئيس النادي أسعد الصقال، بعد فترة رئاسة بدأت منذ عام 2017، حيث لم يحصد الفريق النبيذي خلالها أي لقب رسمي.
وتتأثر الكرة اللبنانية بالسطوة السياسية على الأندية الرياضية، فتجمد إعلان الصقال، المقرب من تيار المستقبل، تنحيه لصالح لجنة تشرف على النادي، بسبب غياب راعي النادي السياسي رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن البلاد.
الأنصار في الانتخابات
على صعيد أخر، بدا فريق الأنصار حامل اللقب بعيدًا عن مستواه المعهود، وقد عانى من تذبذب في النتائج وتقصير في انتداب صفقات جديدة، وسط انشغال رئيسه نبيل بدر بالتحضير لخوض غمار الانتخابات النيابية، حيث ترأس بدر لائحة مرشحين عن دائرة بيروت الثانية.
وتخلف الأنصار إلى المركز الثالث خلف فريق البرج المتواضع الذي كان مفاجأة الموسم، وبفارق نقطة عنه، و14 نقطة عن فريق العهد بطل الموسم.
"شعبية البطل"
ولم يستطع فريق العهد رغم تألقه في السنوات الأخيرة، وإحرازه لقب كأس الاتحاد الآسيوي عام 2020، أن يشكل قاعدة شعبية واسعة.
فالنادي المقرب من حزب الله، عجز عن جذب الجماهير التي تنقسم بين قطبي الكرة الأساسيين في البلاد النجمة والأنصار، رغم تعاقداته مع لاعبين يحظون بشعبية واسعة كنجم المنتخب الأول محمد حيدر، ونجم الأنصار السابق ربيع عطايا وغيرهم.
إلى جانب ذلك، بدا فريق آخر في أضعف مستوى له منذ سنوات، وهو فريق الصفاء العريق والذي لطالما نافس النجمة والأنصار على الألقاب، إذ ينتظر النادي "الأصفر" مباراته الأخيرة في البطولة لتحديد مصير بقائه في الدرجة الأولى، بين 3 فرق تتصارع بينها للهروب من دوري "المظاليم".
ويتقاسم فريق الصفاء النقاط مع فريق الأخاء الأهلي عاليه، وكل منهما بحوزته 22 نقطة، بفارق نقطتين عن الحكمة الذي يملك 24 نقطة.
وستكون مباراة الصفاء والحكمة في الجولة الأخيرة "أم المعارك"، فيما سيلعب الأخاء عالية مباراته مع سبورتينغ الذي هبط باكرًا هذا الموسم.
وتعاني الفرق اللبنانية من شح مالي، أدى لتواضع مستوى التعاقدات وغياب اللاعبين الأجانب الذين لطالما كانوا ينقلون خبراتهم إلى الكرة المحلية, وانعكس المستوى على أداء المنتخب الوطني الذي فوت فرصة خطف بطاقة الملحق في المجموعة الأولى لتصفيات آسيا المؤهلة للمونديال، وخسر 3 مباريات متتالية على أرضه أمام سوريا والإمارات وإيران.