يثير أحد الشروط التي وضعتها الحكومة المصرية للحصول على الوظائف الرسمية، جدلًا كبيرًا في الشارع المحلي، بعد أن كشف موقع "مدى مصر" المستقل، أن اجتياز الدورة التأهيلية في الكلية الحربية بالقاهرة، أصبح شرطًا أساسيًا للتعيينات في الوظائف.
وقال الموقع المصري إن خطابًا دوريًا صدر عن أمين عام مجلس الوزراء في نهاية أبريل/ نيسان الماضي، عن توجيه رئاسي لمجلس الوزراء بإصدار تعليمات لمؤسسات الدولة تلزم بحصول الراغبين في التعيين بالحكومة على دورة تأهيل داخل الكلية الحربية لمدة ستة أشهر كشرط أساسي للتعيين.
وأضاف الموقع بأن الخطاب تضمن مطالبة الأمين العام للمجلس اللواء أسامة سعد، الوزراء باتخاذ الإجراءات اللازمة لاعتبار شهادة التأهيل الصادرة من مركز إصدار الوثائق المؤمنة بعد الحصول على الدورة، ضمن مسوغات التعيين في جميع الوزارات والجهات التابعة لها.
"غير قانوني"
ونقل موقع "مدى مصر" عن مصادر حكومية في وزارتي التخطيط والتربية والتعليم لم يسمها، أن الكلية الحربية أصبحت منذ عدة أشهر صاحبة الكلمة الأولى في الترقيات والتعيينات داخل الجهاز الإداري للدولة.
وأضاف الموقع بأن المنسق العام لدار الخدمات النقابية والعمالية، كمال عباس، اعتبر ذلك قرارًا صادمًا وغير قانوني، مشددًا على أنه خطوة لمزيد من العسكرة ومزيد من تدخل المؤسسة العسكرية في الحياة المدنية.
ويثير عدد كبير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الجدل حول هذا الشرط واعتبر بعضهم أن البلاد متجهة لما يسمى بـ"عسكرة المجتمع". فيما نشر آخرون نسخة قالوا إنها تعود إلى البيان الأصلي.
أيه علاقة التعيين فى وظيفة بالمرور بدورة بالكلية الحربية؟ وليه مايكونش الكلية البحرية مثلا..أو الطيران ؟ او كلية أركان الحرب الوظيفى.. أتعجب لمن أصدر الأمر..ومن عاونه ومن اطاعه..
— abd el aziz el bahra (@arch_bahrawy) May 15, 2023
70 ألف وظيفة
ويأتي هذا الشرط ليثير الشكوك حول إعلان وزير المالية محمد معيط قبل نحو أسبوع، بأن العام المالي المقبل 2023/2024، سيشهد عن مسابقة جديدة لتعيين 30 ألف معلم، لسد العجز في المعلمين، لاستكمال ما بدأته الدولة في هذا الشأن.
وأشار وزير المالية، إلى أنه سيتم أيضًا تعيين 30 ألفا من الأطباء والصيادلة. كما أعلن الوزير معيط، أن من المتوقع الإعلان عن تعيين 10 آلاف موظف في كافة مؤسسات الدولة.
وقال وزير المالية إن الحكومة خصصت 3.7 مليارات جنيه لهذه التعيينات التي تبلغ 70 ألف وظيفة، إضافة إلى نصف مليار جنيه لإجراء حركة ترقيات للعاملين بالدولة.
الوظيفة العامة يلزمها دورة في الكلية الحربية ،، ما تعليقك🇪🇬 #مصر #الجمهورية_الجديدة pic.twitter.com/dFExo8Mqww
— Bakr Khallaf | أبوبكر خلاف (@bakr_khallaf) May 10, 2023
مصدر بوزارة التخطيط من جانبه، قال لـ"مدى مصر"، بعدما طلب عدم ذكر اسمه، إنه في الفترة الماضية لم تكن هناك تعيينات بالحكومة، ولكن الفترة المقبلة ستشهد تعيينات جديدة، لافتًا إلى أن الراغبين في التعيين في الحكومة سيكون عليهم اجتياز دورة التأهيل والاختبارات الرياضية والنفسية المؤهلة لها.
وأشار المصدر نفسه إلى أنه حتى اليوم لم يحدد جهاز التنظيم والإدارة ما إذا كانت تلك الدورات ستكون قبل مرحلة التقدم للوظيفة، أو ستكون تالية للتقدم للوظيفة وقاصرة على من اجتاز الاختبارات الأولية.
"أهلا وسهلا بالعسكرة"
وأكد المصدر أن الهدف من وراء تلك الدورات هو جني عوائد مالية إلى جانب الهدف السياسي الظاهر وراء إقحام الكلية الحربية في شؤون الموظفين المدنيين بالدولة.
دورة تدريبية 6 شهور في "الكلية الحربية" .. للتعيين في أي وظيفة عامة داخل مؤسسات الدولة .. وتعتبر الدورة التدريبية شرط من شروط مصوغات التعيين .. تمهيداً لعسكرة الدولة . عليه العوض ومنه العوض في اللي راح واللي جي .. pic.twitter.com/yAGYzvRQAk
— قهوة بلدي (@QAHWTELHORYA) May 11, 2023
وسرد الموقع المصري واقعة حدثت في فبراير/ شباط الماضي، حيث حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من اختبار بالأكاديمية العسكرية لاختيار موظفين مدنيين بالدولة.
وعلق وزير النقل الفريق كامل الوزير وقتها على حضور الرئيس الاختبارات قائلًا: إن "الأمور جرت دون ترتيب مسبق، حيث تصادف وجود السيسي داخل الكلية الحربية وقت انعقاد الاختبارات"، موضحًا أن الموظفين الجدد بوزارته تم إجراء اختبارات فنية لهم بالوزارة، وفي مرحلة تالية أجريت لهم اختبارات طبية ونفسية بالكلية الحربية.
وردًا على تخوفات خاصة بعسكرة القطاعات المدنية باتباع هذا النهج مع كل التعيينات اللاحقة، قال وزير النقل: "أهلًا وسهلًا بالعسكرة لو أن اختيار الموظفين سيكون وفق هذه الطريقة".