أكد الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة، أن "الهدف الأساسي من العدوان الذي يشنه الاحتلال على غزة هو استكمال حرب العام 1948 والقضاء على أكبر عدد من الشعب الفلسطيني في القطاع وتهجير من يتبقى".
ومن استديوهات "العربي" في لوسيل بدولة قطر، اعتبر أن تدمير مقومات الحياة والتدمير المنهجي للقطاع الصحي يهدف إلى جعل القطاع عالمًا من الموت غير قابل للحياة، ويجبر من تبقى من السكان بعد الحرب على المغادرة.
كما شدد على أن التدمير المنهجي للصرف الصحي ومراكز تحلية المياه وتكديس النازحين في مراكز الإيواء هو خلطة جهنمية لإحداث أوبئة تقضي على من لم يصب، أو لم يستشهد من سكان قطاع غزة.
"تدمير منهجي لمستشفيات غزة"
أبو ستة الذي كان حاضرًا في غزة مع بداية العدوان الإسرائيلي وشهد مجزرة المستشفى المعمداني، شدد على أن التدمير المنهجي للمستشفيات في غزة جزء أساسي من الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع.
ورأى أن الاحتلال متيقن من أنه محمي من جانب الدول الغربية، ومن أنه يتمتع بحصانة من الملاحقة والضغط السياسي مهما مارس من جرائم ضد الطواقم الطبية.
وذكر بأن "الاحتلال قام بتدمير المنظومة الصحية في شمال قطاع غزة. أما في الجنوب الذي يضم بين 25 إلى 30% فقط من القطاع الصحي، فإن هذا الأخير يعاني نقصًا حادًا في الموارد وفي القدرة على علاج الأعداد الهائلة من الجرحى".
وبينما أشار إلى وجود أكثر من 45 ألف جريح، قال إن أعداد الأسرّة في كل مستشفيات القطاع الفلسطيني المحاصر كانت قبل الحرب 2500 سرير.
"جيل كامل يباد في غزة"
إلى ذلك، لفت الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة إلى أن العمليات التي تجرى على الأطفال تبقى - بعد 30 عامًا من الخبرة في جراحة الحروب – الأصعب نفسيًا وتقنيًا.
ولفت إلى أنه شهد إصابات من كل الأنواع لدى الأطفال، بما في ذلك حروق بالفوسفور الأبيض، وإصابات بتر وتهتك حاد بالأنسجة الرخوة والعظام.
واعتبر أن جيلًا كاملًا يُباد في قطاع غزة، مذكرًا باستشهاد أكثر من 7500 طفل، وإصابة 20 ألفا آخرين لم يحصل غالبيتهم على العلاج المطلوب بسبب العدوان.
وقال إنه بسبب النقص الحاد في أدوية التخدير وعدم القدرة على علاج كل الإصابات وخوفًا من الالتهابات البكتيرية بالجروح التي تؤدي إلى الوفاة، اضطر إلى إجراء عمليات تنظيف لجروح كبيرة لدى الأطفال دون مورفين أو مسكنات قوية أو أدوية تخدير.
وذكر أبو ستة أن ما تم إدخاله من مستشفيات ميدانية إلى قطاع غزة خلال فترة الهدنة أساسي لكنه لا يكفي.
ونبّه إلى أن بعض تلك المستشفيات سحب الاحتلال منها - تحت ذريعة الاستخدام المزدوج - أجزاء أساسية لمنعها من أن تكون فعالة.
وبينما استعاد المشهد عند ارتكاب الاحتلال مجزرة المستشفى المعمداني، قال إن المستشفى كان قد تحول ككل مستشفيات قطاع غزة إلى مركز إيواء.
وأشار إلى أن الصاروخ الذي أطلق سقط بين العوائل التي ازدحمت بها باحة المستشفى، لافتًا إلى أنه شاهد في تلك الليلة سيارات الإسعاف مشتعلة والأرض مغطاة بجثامين الشهداء والأشلاء.
وأردف: في ليلة المجزرة استشهد 483 من العائلات النازحة في المستشفى، واستشهد الكثير من الجرحى بعد أيام.