الخميس 21 نوفمبر / November 2024

صور عبر أقمار اصطناعية "تدحض" رواية روسيا.. زيلينسكي: بوتشا شهدت إبادة جماعية

صور عبر أقمار اصطناعية "تدحض" رواية روسيا.. زيلينسكي: بوتشا شهدت إبادة جماعية

شارك القصة

تغطية "العربي" لاشتباكات دارت في وقت سابق في بوتشا (الصورة: غيتي)
أكد الرئيس الأوكراني أن ما حدث في بلدة بوتشا "هو إبادة جماعية ويجب معاقبة مرتكبيها"، مشيرًا في الآن عينه إلى ضرورة مواصلة المفاوضات مع روسيا.

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن بلدة بوتشا القريبة من العاصمة كييف شهدت "إبادة جماعية" على يد القوات الروسية، داعيًا إلى معاقبة مرتكبيها.

جاء ذلك في تصريحات للصحافيين اليوم الثلاثاء، حول مستجدات الأوضاع داخل بلاده على خلفية الهجمات الروسية، واحتمالات لقائه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.

"اللقاء قد لا يُعقد"

وشدد زيلينسكي على ضرورة مواصلة المفاوضات مع روسيا رغم "المجزرة" التي وقعت في بوتشا، واستدرك قائلًا: "ما حدث هو إبادة جماعية ويجب معاقبة مرتكبيها".

وأردف: "رغم كل هذا، يجب أن تكون هناك فرصة للقاء (مع بوتين) من أجل إيجاد مخرج من الوضع وعدم فقدان الأراضي، لكن هذا اللقاء قد لا يُعقد".

من جهة أخرى، قال الرئيس الأوكراني إن بلاده لا تثق بالضمانات المقترحة من قبل روسيا.

وفي ما يخصّ عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أكّد زيلينسكي أن كييف مستعدة للانضمام فورًا في حال تلقت عرضًا لذلك.

وأضاف: "لكن هذا لم يحدث ولن يحدث للأسف، لهذا السبب سنقوم بتشكيل ضمانات أمنية من شأنها حماية أرواح مواطنينا".

والسبت، نشر الجيش الأوكراني صورًا لجثث متناثرة في شوارع بوتشا عقب انسحاب القوات الروسية منها، وانتشرت في منصات التواصل الاجتماعي صور لعشرات الجثث ودمار لحق بشوارع البلدة.

ونفى مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبيزيا في مؤتمر صحافي الإثنين، تورط جنود بلاده في ارتكاب أية جرائم بالمنطقة المذكورة.

وفيما تقول روسيا إن "الجثث بلباس مدني، التي عثر عليها في بوتشا وُضعت بعد انسحاب القوات الروسية"، يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء جلسة خاصة "لمناقشة الأدلة المتزايدة على ارتكاب جرائم حرب في المدينة".

صور "تدحض" الادعاءات

وفي هذا الصدد، قالت وكالة "فرانس برس" إن مشاهد صُورت عبر الأقمار الاصطناعية وفّرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأميركية تدحض "على ما يبدو الادعاءات الروسية". 

وتظهر مشاهد ماكسار، التي تعود إلى منتصف مارس/ آذار الماضي، عدّة جثث عائدة لمدنيين ممددة في أحد شوارع بوتشا أو على جنبات الطريق.

وقالت "ماكسار تكنولوجيز" في بيان: "هذه المشاهد العالية الوضوح تدعم مقاطع مصورة وصورًا نُشرت حديثًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تُظهر وجود جثث ممدّدة في الشوارع (في بوتشا) منذ أسابيع عدة".

وفي تحليل لمشاهد مصوّرة عن قرب لشارع يابلونسكا وفرتها ماكسار، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس الإثنين، أن بعضها موجود في الشارع منذ ثلاثة أسابيع على الأقل عندما كانت القوات الروسية لا تزال تسيطر على المدينة، بعدما قارنتها مع مشاهد فيديو لجثث منتشرة في الشارع صُورت في الأول والثاني من أبريل/ نيسان.

وأشارت "فرانس برس" إلى أنها رصدت في بوتشا السبت الماضي جثث ما لا يقل عن 22 شخصًا يرتدون ملابس مدنية في شوارع المدينة. 

وكانت إحدى الجثث ممددة قرب دراجة هوائية وأخرى إلى جانب أكياس تبضع. وكانت يدا إحدى الجثث موثقتين في الظهر.

موسكو تنفي الاتهامات

ورفض الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الإثنين "بشكل قاطع" كل هذه الاتهامات، مؤكدًا أن خبراء في وزارة الدفاع الروسية اكتشفوا دلائل على وجود "فبركة" في المشاهد، التي عرضتها السلطات الأوكرانية على أنها أدلة على ارتكاب الروس مجزرة.

وكرر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا هذا النفي في نيويورك خلال مؤتمر صحافي.

وقال نيبينزيا: "فجأة ظهرت (هذه الجثث) في الشوارع ممددة يمنة ويسرة بعضها يتحرك والبعض الآخر تبدو عليه علامات حياة"، منددًا بمسرحية "دبرتها آلة الحرب في الدعاية الأوكرانية". 

لكن في المشاهد الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية، التي وفرتها ماكسار وتعود إلى 19 و21 مارس، كانت جثث عدة منتشرة في شارع يابلونسكا في هذين التاريخين.

وأفاد تحليل "نيويورك تايمز" أن هذه المشاهد تكشف نقاطًا قاتمة بحجم مماثل لأجسام بشرية في الشارع نفسه في 9 و11 مارس.

والكثير من الجثث التي صُورت في مشاهد الأقمار الاصطناعية تظهر بالوضعية نفسها على الأرض، التي ظهرت فيها في شريط فيديو صوره مستشار بلدي محلي أو الصور التي نشرتها وسائل إعلام عالمية.

وفي مقارنة أخرى بين صور مختلفة، حلّلت نيويورك تايمز فيديو بُث عبر انستغرام لجثة ممددة في الشارع أمام سيارتَين. وذكرت الصحيفة أن صورة من ماكسار ملتقطة في 21 مارس تظهر الجثة والسيارتين في الوضعية نفسها والمكان نفسه.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات